
استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، أمس الاثنين، الرئيس السوري أحمد الشرع، في أول لقاء رسمي يجمع بين الزعيمين منذ تولي الشرع رئاسة سوريا. وقد حمل اللقاء عنوان “بداية مرحلة جديدة” في العلاقات بين موسكو ودمشق، ركّزت على إعادة صياغة أسس التعاون بما يتوافق مع مصالح الجانبين.
وخلال المباحثات، ناقش الطرفان مستقبل الوجود الروسي في سوريا، مع طرح مقترحات لإعادة هيكلة المنشآت العسكرية الروسية وتحويل بعضها إلى مراكز ذات طابع إنساني. كما تناول اللقاء آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصًا في مجالات إعادة إعمار البنية التحتية التي تضررت بفعل سنوات الحرب، بما يشمل مشاريع الطاقة والنقل والخدمات الأساسية.
وأكد الرئيس السوري من جانبه تمسك بلاده بجميع الاتفاقيات الموقعة مع موسكو في العقود الماضية، مشددًا على أن العلاقة بين البلدين تقوم على “الاستمرارية والثقة المتبادلة”.
شكلت العلاقات السورية الروسية عبر العقود ركيزة ثابتة في سياسات البلدين، من أبرز محطاتها:
اتفاقية مرفأ طرطوس (1971): التي أبرمها الرئيس حافظ الأسد مع الاتحاد السوفييتي، مانحةً موسكو قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر المتوسط.
معاهدة الصداقة والتعاون (1980): التي أرست دعائم الشراكة الاستراتيجية وألزمت الطرفين بالتعاون في مواجهة أي تهديد خارجي مشترك.
اتفاقية قاعدة حميميم (2015): التي شرّعت الوجود العسكري الروسي في القاعدة الجوية بسوريا وسمحت بإدخال المعدات والقوات لدعم العمليات الميدانية.
اتفاقية تسليم المطلوبين (2022): التي نظّمت التعاون القضائي بين البلدين في تسليم المطلوبين للمحاكمة أو تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم.
وجاء اللقاء في الكرملين ليؤكد استمرار التحالف الروسي السوري ضمن إطار متجدد، يعيد ترتيب الأولويات السياسية والعسكرية والاقتصادية بما يتلاءم مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
اقرأ أيضًا:
مرض أسماء الأسد يشتد في روسيا.. احتمال عدم شفائها كبير
بعد وصف روسيا بـ “النمر الورقي”.. الكرملين يرد على ترامب
“مغارة مظلمة”.. اكتشاف سجن سري تحت الأرض في سوريا