logo alelm
إنفوجرافيك| ترامب” لن يفوز بنوبل هذا العام

تعود جائزة نوبل للسلام هذا العام لتثير موجة جديدة من التكهنات، خصوصًا بعد تجدد حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في نيل الجائزة التي يعتبرها كثيرون ذروة الاعتراف الدولي بالإنجازات الدبلوماسية. ورغم تعدد ترشيحاته البارزة منذ عام 2018، إلا أن الخبراء يجمعون على أن فرصه لا تزال محدودة للغاية.

ويُرجع المراقبون ذلك إلى نهج لجنة نوبل النرويجية، التي تميل تقليديًا إلى تكريم الجهود الطويلة الأمد في تحقيق السلام وتعزيز التعاون الدولي، لا المبادرات المؤقتة أو المفاوضات ذات الطابع الدعائي. ويؤكد محللون أن سجل ترامب السياسي يشكل عبئًا عليه، خصوصًا بسبب مواقفه السلبية تجاه المؤسسات متعددة الأطراف، وتجاهله المتكرر لقضية تغير المناخ، التي تراها اللجنة إحدى ركائز الأمن والسلام العالميين.

إصرار ترامب على الحصول على الجائزة

وعلى الرغم من أن ترامب لطالما عبّر عن قناعته بأنه يستحق الجائزة، مكررًا مؤخرًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن “الجميع يقولون إنني يجب أن أحصل على جائزة نوبل للسلام”، فإن القواعد تمنع أي شخص من ترشيح نفسه. ومع ذلك، فقد حرص أنصاره على ترشيحه في أكثر من مناسبة، حيث جاءت بعض الترشيحات من مشرعين أمريكيين ومن شخصيات سياسية في الخارج. وكانت النائبة الجمهورية كلوديا تيني قد رشحته لتوسطه في “اتفاقيات إبراهيم” التي مهّدت لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في عام 2020.

كما وردت ترشيحات إضافية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن الحكومة الباكستانية، لكن بعد انتهاء الموعد النهائي لقبول الترشيحات لجائزة عام 2025، والذي حُدّد في الأول من فبراير الماضي.

ولا يتوانى ترامب عن تكرار مزاعمه بأنه “أنهى سبع حروب”، مشيرًا مؤخرًا إلى أنه قد ينجح في إنهاء “الحرب الثامنة” بين إسرائيل وحماس إذا تم قبول خطته للسلام في غزة. وفي خطاب أمام قادة عسكريين في قاعدة كوانتيكو بولاية فرجينيا، قال ساخرًا: “لن يمنحوني الجائزة أبدًا، سيعطونها لشخص لم يفعل شيئًا يُذكر”.

هل يستحق ترامب نوبل؟

وفقًا للمؤرخ ثيو زينو، الباحث في جمعية هنري جاكسون، فإن لجنة نوبل تضع الأولوية للجهود المتواصلة التي تُحدث تغييرًا حقيقيًا ومستدامًا، لا للصفقات السريعة أو الهدن المؤقتة. وأضاف: “هناك فارق جوهري بين وقف إطلاق النار مؤقتًا وبين معالجة جذور النزاع. السلام الحقيقي لا يُبنى في يوم واحد”.

وأشار زينو إلى أن إنكار ترامب لتغير المناخ يقف على النقيض من فلسفة اللجنة التي تعتبر مواجهة هذه الأزمة جزءًا أساسيًا من الحفاظ على السلام العالمي على المدى البعيد. وقال: “من الصعب أن نتصور أن اللجنة ستمنح أرفع جائزة في العالم لشخص ينكر أكبر تهديد للسلام العالمي. عندما ننظر إلى الفائزين السابقين، نجد أنهم جسّدوا روح المصالحة والتعاون الدولي، وهي صفات لا ترتبط باسم دونالد ترامب”.

ويرى باحثون آخرون أن العلنية المفرطة التي يتعامل بها ترامب مع مسألة ترشيحه قد تنقلب ضده، إذ تحرص لجنة نوبل على تجنّب أي مظهر من مظاهر الخضوع للضغوط السياسية أو الإعلامية. وتقول نينا جريجر، مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو، إن اللجنة تسعى دائمًا إلى حماية استقلاليتها الرمزية، مضيفة: “كلما تحدث ترامب أكثر عن الجائزة، تضاءلت فرصه. خطابه لا يعكس روح السلام التي تمثلها نوبل”.

وتبدأ فعاليات الإعلان عن جوائز نوبل الأسبوع المقبل، إذ تُعلن جائزة الطب أولاً يوم الاثنين، تليها الفيزياء الثلاثاء، ثم الكيمياء الأربعاء، والأدب الخميس، على أن يُكشف عن اسم الفائز بجائزة السلام يوم الجمعة، بينما تُمنح جائزة نوبل التذكارية في العلوم الاقتصادية في الثالث عشر من أكتوبر.

اقرأ أيضًا:
مرض نوبل.. الظاهرة الغريبة التي تصيب الفائزين بأرفع الجوائز العلمية
عبقريات نحتن أسماءهن في ذهب نوبل
لماذا رشحت باكستان ترامب للفوز بجائزة نوبل للسلام؟

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

الذهب يواصل التحليق.. ما الذي يحدث؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك| بلدان تدفع فاتورة الإنترنت الأعلى