logo alelm
إنفوجرافيك| صناعات تواجه صعوبة في التوظيف عالميًا

في ظل استمرار أزمة نقص العمالة التي تجتاح الأسواق العالمية، يظهر تباين واضح في قدرة القطاعات الاقتصادية المختلفة على جذب المواهب والاحتفاظ بها. فبينما تتمتع بعض الصناعات بتدفق مستمر من الكفاءات، تواجه أخرى معركة شرسة لملء الشواغر لديها. يكشف استطلاع عالمي حديث أجرته “مجموعة مان باور” عن هذه الفجوة، حيث يصنف القطاعات بناءً على نسبة المديرين الذين يستشعرون صعوبات وشيكة في العثور على موظفين مؤهلين، مما يقدم لنا رؤية بانورامية للتحديات التي تواجه كل قطاع.

القطاعات الواقعة تحت ضغط شديد

يتربع القطاع العقاري على عرش القائمة، حيث أعرب 60% من أصحاب العمل فيه عن توقعاتهم بمواجهة صعوبات في التوظيف. ويمكن تفسير هذه الظاهرة بعوامل متعددة؛ أبرزها حالة عدم اليقين التي تخيم على القطاع بسبب تقلبات السوق وارتفاع أسعار الفائدة، مما يجعله بيئة طاردة للباحثين عن الاستقرار الوظيفي. إضافة إلى ذلك، يتمتع العاملون في هذا المجال بمهارات قابلة للتحويل بسهولة، مثل فنون البيع والتسويق والتحليل، مما يمنحهم القدرة على الانتقال إلى قطاعات أخرى قد تبدو أكثر استقرارًا أو تقدمًا من الناحية التقنية.

يليه مباشرةً قطاع الإقامة والطعام والترفيه، الذي يتوقع 55% من مدرائه مواجهة نقص في الكفاءات. ورغم الانتعاش الكبير في الطلب على خدمات هذا القطاع بعد انحسار الجائحة، إلا أن ظروف العمل التي غالبًا ما تكون شاقة، بالإضافة إلى مستويات الأجور والتعويضات، لا تزال تشكل عائقًا كبيرًا أمام جذب العمالة الماهرة والاحتفاظ بها.

فجوة المهارات الفنية.. تحدي قطاع التصنيع

تواجه الصناعات ذات الطابع الإنتاجي والفني تحدياتها الخاصة. فقطاع الكيماويات والمواد المتقدمة (50%) وقطاع التصنيع المتقدم (40%) يعانيان أيضًا من صعوبات ملحوظة في التوظيف. ويُعزى ذلك بشكل كبير إلى وجود فجوة متزايدة في المهارات الفنية المتخصصة، وتقلص أعداد الخريجين والعمال المؤهلين للانخراط في هذه المجالات التقنية الدقيقة.

الملاذات الآمنة.. التقنية والرعاية الصحية والاتصالات

على النقيض تمامًا، تبدو بعض القطاعات الأخرى وكأنها “ملاذات آمنة” للمواهب. فقطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية (22%)، والاتصالات (24%)، والتعليم (25%) تُظهر أدنى مستويات القلق بشأن التوظيف. وتتميز هذه المجالات غالبًا بوجود مسارات وظيفية واضحة ومستقرة، وطلب ثابت ومستمر على خدماتها، مما يعزز جاذبيتها في سوق العمل.

ومن المثير للاهتمام أن قطاع تقنية المعلومات، على الرغم من نموه المتسارع والمنافسة الشديدة فيه، يسجل نسبة منخفضة نسبيًا تبلغ 28% فقط من حيث صعوبات التوظيف، مما قد يشير إلى قدرته على جذب الكفاءات من خلال عوامل أخرى غير الاستقرار التقليدي، مثل بيئة العمل المرنة وفرص التطور السريع.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| السعودية تتفوق على معظم دول مجموعة العشرين في التصنيف الائتماني

المقالة التالية

اجتماع حل الدولتين.. آمال دبلوماسية تصطدم بالواقع