كشف تقرير حديث صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عن قائمة الوظائف الأسرع نموا في العالم خلال الفترة من 2025 إلى 2030، مشيرًا إلى تحول جذري في سوق العمل تغذيه ثورة الذكاء الاصطناعي والأتمتة.
وتُظهر البيانات، التي استندت إلى مسح عالمي شمل أكثر من ألف شركة توظف مجتمعة ما يزيد عن 14 مليون شخص، هيمنة الوظائف التقنية على رأس القائمة، مما يؤكد على الحاجة الملحة لمهارات جديدة لمواكبة المستقبل.
ويُبرز التقرير أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل أصبح واقعًا يفرض نفسه على جميع القطاعات، مما يدفع الشركات إلى الاستثمار بكثافة في كوادر بشرية قادرة على بناء وإدارة الأنظمة الذكية، وتحليل البيانات الضخمة، وحماية البنى التحتية الرقمية من التهديدات المتزايدة.
تتصدر وظائف البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي قائمة الوظائف الأسرع نموا بفارق كبير، حيث يُتوقع أن ينمو الطلب على “أخصائيي البيانات الضخمة” بنسبة 110% بحلول عام 2030، ويليهم في القائمة “مهندسو التقنية المالية ” بنسبة نمو تبلغ 95%، ثم “أخصائيو الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة” بنسبة 85%.
وتعكس هذه الأرقام طلباً عاجلًا على المحترفين القادرين على استخلاص رؤى استراتيجية من كميات هائلة من البيانات وبناء أنظمة ذكية تدفع عجلة الابتكار.
وإلى جانب ذلك، لا تزال وظائف تطوير البرمجيات والأمن السيبراني جزءًا أساسيًا من قائمة الوظائف الأسرع نموا، حيث يُتوقع أن ينمو الطلب على “مطوري البرمجيات والتطبيقات” بنسبة 60%، بالإضافة إلى أدوار أخرى حيوية مثل “أخصائيي إدارة الأمن” (55%) و”محللي أمن المعلومات” (40%).
وتزداد أهمية هذه التخصصات مع تزايد انتقال البنى التحتية والبيانات إلى الفضاء الرقمي، مما يرفع من المخاطر الأمنية.
ووفقًا لتقرير صادر عن شركة “IBM”، بلغ متوسط تكلفة اختراق البيانات عالميًا 4.9 مليون دولار في عام 2024، مما يفسر سبب استثمار المؤسسات بشكل أكبر في الدفاعات السيبرانية.
وتشمل قائمة الوظائف الأسرع نموا أيضًا تخصصات متنوعة تعكس اتساع رقعة التحول، مثل “أخصائيي المركبات ذاتية القيادة والكهربائية” و”مصممي واجهات وتجربة المستخدم”، وكلاهما بمعدل نمو 45%.
ويؤكد هذا أن المستقبل لا يقتصر فقط على من يكتبون الأكواد، بل يمتد ليشمل كل من يساهم في بناء وتأمين وتسهيل استخدام تقنيات الغد، مما يتطلب إعادة نظر شاملة في المهارات المطلوبة لسوق العمل خلال السنوات القادمة.