كشف تقرير حديث صادر عن منصة “ماغنيت” المتخصصة في بيانات الاستثمار، عن طفرة ملحوظة في قطاع الاستثمار الجريء بالسعودية خلال النصف الأول من عام 2025.
سجل القطاع نموًا بنسبة 31% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث تم إبرام 114 صفقة، مما يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في بيئة الشركات الناشئة بالمملكة وقدرتها على تحقيق عوائد مرتفعة.
تصدرت شركة “نينجا” المتخصصة في التجارة الإلكترونية، المشهد بصفقة هي الأضخم على الإطلاق في النصف الأول من العام، حيث نجحت في جمع 250 مليون ريال في جولة تمويلية، مما يؤكد على الحيوية الكبيرة التي يشهدها قطاع التجارة الإلكترونية في المنطقة.
ويعرف الاستثمار الجريء بأنه شكل من أشكال التمويل الذي يقدمه مستثمرون أو صناديق متخصصة للشركات الناشئة أو الصغيرة التي تمتلك إمكانيات نمو عالية ولكنها تنطوي على مخاطر كبيرة.
ويُطلق على على هذا النوع “جريء” لأن المستثمرين يراهنون على نجاح هذه الشركات في مراحلها المبكرة، مقابل الحصول على حصص في ملكيتها، على أمل تحقيق أرباح ضخمة في المستقبل عند نمو الشركة أو بيعها.
وتوضح أرقام التقرير تنوعًا في القطاعات التي استقطبت الاستثمارات، فبعد “نينجا”، جاءت شركة “تابي” في قطاع التقنية المالية في المرتبة الثانية بصفقة قيمتها 160 مليون ريال، مما يعكس النضج المتسارع لقطاع التقنية المالية في السعودية، كما برز قطاع الاستدامة من خلال شركة “بتروآب” التي حصلت على تمويل بقيمة 50 مليون ريال.
وشملت قائمة الصفقات الكبرى أيضاً شركة “زينشن” في مجال التجارة الإلكترونية بـ30 مليون ريال، وشركة “ميريت” في قطاع برمجيات المؤسسات بـ28 مليون ريال، وهو ما يظهر اتساع قاعدة القطاعات الجاذبة للاستثمار.
وتأتي هذه الأرقام القياسية كانعكاس مباشر لجهود المملكة ضمن رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
ويعد تشجيع ريادة الأعمال ودعم منظومة الشركات الناشئة عبر تسهيل الحصول على التمويل الجريء ركيزة أساسية في هذه الرؤية، حيث يساهم في خلق وظائف نوعية، وتحفيز الابتكار، وبناء اقتصاد قائم على المعرفة.