سجّل قطاع النقل الجوي في السعودية خلال عام 2024 أداءً قياسيًا، وسط نمو واضح في أعداد المسافرين وحركة الرحلات والشحن الجوي، مما يعكس تسارع وتيرة التحول في البنية التحتية لقطاع الطيران ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وبحسب تقرير “إحصاءات النقل الجوي في السعودية 2024” الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، بلغ إجمالي عدد الركاب عبر مطارات المملكة 111.9 مليون راكب، مقارنة بـ88.4 مليون راكب في عام 2023، بنسبة نمو سنوي بلغت 26.7%، ويشير هذا الرقم إلى قفزة كبيرة في الطلب على السفر الجوي محليًا ودوليًا، مدفوعة بتوسع شبكة الرحلات وتحسن الخدمات اللوجستية.
وفيما يتعلق بعدد الرحلات، سجّلت المطارات السعودية 815.7 ألف رحلة جوية خلال 2024، مقارنة بـ694.4 ألف رحلة في 2023، بنسبة نمو بلغت 17.4%. وتوزعت الرحلات بين 419.6 ألف رحلة داخلية و396.1 ألف رحلة دولية، في دلالة على تنامي الاهتمام بالحركة الجوية الداخلية وتزايد الترابط بين المدن السعودية.
أما على صعيد الشحن الجوي، فقد ارتفع حجم البضائع المنقولة جواً إلى 918 ألف طن في 2024، مقابل 857 ألف طن في 2023، بنسبة نمو سنوية قدرها 7.1%. واحتلت الرحلات الدولية النسبة الأكبر من الشحن بنسبة 92.8% من إجمالي الكمية المنقولة.
وسجل عدد المسافرين الدوليين تحديدًا نحو 61.8 مليون راكب، بزيادة قدرها 22.2% عن العام السابق، في حين ارتفع عدد ركاب الرحلات الداخلية إلى 50.1 مليون راكب، بزيادة سنوية بلغت 32.1%.
ويُظهر التقرير أن مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة تصدر المطارات السعودية من حيث عدد الركاب، متفوقًا على مطاري الملك خالد الدولي في الرياض والملك فهد الدولي في الدمام، وهو ما يعكس ثقل جدة كمركز رئيسي للرحلات الدولية والحج والعمرة.
كما ارتفعت نسبة الإشغال في الرحلات إلى 78.6%، ما يدل على تحسين الكفاءة التشغيلية ورفع معدلات الامتلاء في الطائرات مقارنة بالأعوام السابقة.
وتشير إحصاءات النقل الجوي في السعودية إلى تعافٍ قوي في قطاع الطيران المدني، مدعومًا ببرامج تحديث الأساطيل، وتوسيع الطاقة الاستيعابية للمطارات، واستحداث خطوط طيران جديدة نحو وجهات عالمية، إلى جانب التحفيز الحكومي الكبير للاستثمار في صناعة الطيران.