كشف فريق من العلماء عن آلية خفية في الدماغ تتيح التحكم في الجوع بشكل دقيق، مما قد يمهّد الطريق لعلاجات جديدة للسمنة والأمراض الأيضية، ويعتمد هذا الاكتشاف على فهم أعمق لمستقبل رئيسي في الدماغ يُعرف باسم MC4R، وهو مستقبل يستجيب لهرمون الببتيد MSH ويؤدي دورًا محوريًا في تنظيم الشهية.
أوضح الباحثون في مركز الأبحاث التعاونية 1423 أن مستقبل MC4R يُعد من أكثر العوامل الوراثية تأثيرًا في السمنة المفرطة، ويقول الدكتور باتريك شيرير، قائد المشروع في معهد الفيزياء الطبية والفيزياء الحيوية بشاريتيه، إن فهم البنية ثلاثية الأبعاد للمستقبل عند تفاعله مع الأدوية مثل سيتميلانوتيد مكّن العلماء من تفسير كيفية تحقيق التحكم في الجوع بشكل أفضل، فالدواء المذكور يُنشّط المستقبل ويقلل من الإحساس بالجوع، ما يجعل نتائجه واعدة في الأبحاث الطبية.
من خلال استخدام المجهر الفلوري وتصوير الخلية الواحدة، اكتشف الفريق أن بروتينًا يسمى MRAP2 يلعب دورًا رئيسيًا في نقل مستقبل MC4R إلى سطح الخلايا العصبية، مما يزيد من قدرتها على إرسال إشارات تثبط الشهية.
هذا الاكتشاف يقدم مستوى جديدًا من التحكم في الجوع على المستوى الخلوي، وقد يساعد في تطوير أدوية تحاكي نشاط MRAP2 لعلاج السمنة.
تؤكد البروفيسورة هايكه بيبرمان، قائدة المشروع في مركز أبحاث السرطان 1423، أن الدراسة تجمع بين تخصصات متعددة للكشف عن كيفية تنظيم الشهية بشكل دقيق، وترى أن الدمج بين علم الأحياء البنيوي وعلم الأدوية الجزيئي أتاح فهماً أعمق لآليات التحكم في الجوع، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج سريرية ملموسة في المستقبل.
شارك في الدراسة باحثون من ألمانيا وكندا والمملكة المتحدة، استخدموا أحدث تقنيات المجهر الفلوري لدراسة العمليات الجزيئية داخل الخلايا الحية، ويشير الدكتور باولو أنيبالي من جامعة سانت أندروز إلى أن هذه المقاربة العلمية المتقدمة سمحت برؤية التفاعلات بين MRAP2 وMC4R بشكل غير مسبوق، مما عزز الفهم الدقيق لكيفية التحكم في الجوع على المستوى العصبي.
ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة مهمة نحو فهم أعمق للعوامل العصبية التي تنظم الشهية، وأن تعزيز التحكم في الجوع عبر الأساليب البيولوجية قد يفتح الباب أمام علاجات فعالة للسمنة.
ويؤكد العلماء أن استهداف البروتينات المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية يمكن أن يغير الطريقة التي يُعالج بها الجوع المفرط في المستقبل القريب.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
ما الكمية المثالية من الفاكهة والخضراوات يومياً؟
الأطعمة الغنية بالبروتين فائق المعالجة.. صيحة غذائية أم فائدة حقيقة؟