logo alelm
إمراة تعاني من نوبات ضحك لا إراداية مدى الحياة.. ما السبب؟

عانت امرأة طوال حياتها من نوبات ضحك لا إرادية، دفعتها مؤخرًا إلى زيارة عيادة طبية لكشف السبب. وصف الأطباء حالتها في تقريرهم بـ”الضحك بلا مرح”، مشيرين إلى أن المريضة كانت تعاني منذ طفولتها من نوبات متقطعة من الضحك اللاإرادي، دون أن تُجرى لها أي فحوصات أو تشخيص رسمي في السابق. وأظهر فحص الدماغ الأخير السبب وراء هذه الظاهرة الغريبة.

نوبات ضحك متكررة

ووفقًا لموقع live science، قالت المرأة إنها قبل بدء كل نوبة ضحك، كانت تشعر بـشعور وصفته “بالمرعب” يمتد من رقبتها إلى صدرها. وخلال النوبات اللاإرادية، كانت تفقد القدرة على الكلام أو البلع، وتواجه صعوبة في التنفس. وكانت كل نوبة تستمر لبضع ثوانٍ، وتحدث عادةً مرة واحدة يوميًا، وغالبًا ما تكون بعد فترة قصيرة من استيقاظها صباحًا.

وأضافت أن نوبات الضحك كانت أكثر حدة في طفولتها، حيث كانت تستمر عدة دقائق وتحدث ست أو سبع مرات يوميًا، وأحيانًا أثناء نومها. ولم يدرك والداها أن الضحك كان خارج إرادتها، فاعتبرا أنه تعمدت الضحك وطلبا منها التوقف. ومع تقدمها في العمر، أصبحت النوبات أقصر وأقل تكرارًا.

قبل زيارة المريضة للعيادة، لم تكشف فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أو تخطيط كهربية الدماغ (EEG) عن أي خلل في دماغها. ومع ذلك، لاحظ الأطباء أثناء مراجعتهم لمقاطع الفيديو التي سجلت نوبات الضحك أن هذه النوبات تشبه إلى حد كبير ما يُعرف بالنوبات الهلامية. عادةً ما تتسبب هذه النوبات في ضحك غير منضبط أو قهقهة أو تبسم ساخر، وقد تصاحبها أحيانًا تمتمة، لعق الشفاه، أو حتى الشخير. ويُشتق اسم هذه الحالة من الكلمة اليونانية “gelastikos”، والتي تعني الضحك.

عادةً ما تنشأ النوبات الهلامية عن نشاط كهربائي غير طبيعي في جزء محدد من الدماغ. وخلال فحص ثانٍ بالرنين المغناطيسي، اكتشف الأطباء وجود شذوذ صغير في منطقة ما تحت المهاد، وهي بنية دماغية رئيسية مسؤولة عن الحفاظ على التوازن الداخلي للجسم، ويبلغ حجم هذا الشذوذ نحو 5 ملم (0.2 بوصة).

سبب الضحك اللاإرادي

حدد الأطباء سبب نوبات الضحك اللاإرادي للمريضة على أنه ورم عضلي تحت المهاد، وهو ورم غير سرطاني يتكون أثناء نمو الجنين. ويتميز بإثارة النوبات الهلامية، التي تسبب ضحكًا لا إراديًا مع وعي المريض بما يحدث دون القدرة على التحكم فيه. ولا يزال السبب الدقيق وراء هذه الظاهرة غير مفهوم تمامًا.

وحاولت المريضة سابقًا علاج نوباتها بأدوية مضادة للصرع، مثل ليفيتيراسيتام ولاموتريجين، لكنها لم تحقق نتائج. وبما أن النوبات لم تكن حادة، قررت عدم الاستمرار في تناول أي دواء. كما لم تعانِ المريضة من أي مشاكل سلوكية أو معرفية أخرى، ومع مرور الوقت انخفضت شدة نوبات الضحك وتكرارها، ما دفع الأطباء في العيادة إلى عدم الحاجة لأي علاج إضافي.

وتعتبر هذه الحالة فريدة من نوعها، إذ إن الأورام الوعائية تحت المهادية نادرة، وعادةً ما ترتبط باضطرابات إدراكية وسلوكية. أما عند الأطفال، يمكن لهذه الأورام أن تؤخر النمو أو تسرّع البلوغ المبكر، نظرًا للدور الحيوي لمنطقة تحت المهاد في تنظيم الهرمونات. كما أن المصابين بالنوبات التشنجية الناتجة عن هذه الأورام غالبًا ما يعانون من أشكال أكثر حدة من الصرع، إلى جانب نوبات أخرى لاحقًا.

تُعد حالة المرأة غير عادية للغاية، إذ تراجعت أعراضها تدريجيًا إلى مستوى يمكن السيطرة عليه طبيعيًا. وذكر الأطباء أن هذه النتيجة الحميدة للصرع المصاحب للأورام الوعائية تحت المهادية، “لم يُبلغ عنها من قبل، وفق ما نعلم.

اقرأ أيضًا:

10 أمراض غريبة حيرت الأطباء.. منها الضحك المميت!

هل يمكن أن تموت من الضحك؟

غاز الضحك.. كيف يستخدمه الأطبّاء وما أبرز مخاطره؟

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

التنفس الواعي.. سلاح يومي لمواجهة التوتر

المقالة التالية

علماء يطورون أول “فحص دم دقيق” للكشف عن متلازمة التعب المزمن