تُسوَّق الصودا الدايت حول العالم كخيار مثالي للأشخاص الراغبين في إنقاص الوزن أو تقليل استهلاك السكر، لكن أبحاثًا حديثة تكشف جانبًا آخر لهذا المشروب، حيث تشير إلى أنه قد يسبب ارتباكًا في إشارات الدماغ، ويزيد من الرغبة في تناول الطعام، ما يضع علامات استفهام كبيرة حول دوره في التحكم بالوزن.
في الحالة الطبيعية، عندما يتناول الإنسان مشروبًا غنيًا بالسعرات الحرارية، يستجيب الجسم بزيادة هرمونات مثل الأنسولين والـGLP-1، ما يساعد الدماغ على الشعور بالشب، لكن مع الصودا الدايت، تختلف المعادلة.
أظهرت دراسات تصوير بالرنين المغناطيسي أن المُحليات الصناعية، مثل السكرالوز، تزيد نشاط منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن تنظيم الجوع، وترتبط هذه الزيادة في النشاط بمستويات أعلى من الجوع، وهو ما قد يدفع المستهلكين لتناول وجبات إضافية من دون وعي.
تتميز الصودا الدايت بطعم حلو يفوق السكر الطبيعي مئات المرات، لكنها خالية تقريبًا من السعرات الحرارية، حيث يربك هذا التباين الدماغ، الذي يتوقع وصول طاقة غذائية بعد الإحساس بالحلاوة، وعندما لا تصل هذه الطاقة، يبحث الجسم عن بدائل، ما يؤدي إلى زيادة الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسكر أو السعرات الحرارية.
في تجربة شملت 75 شخصًا بالغًا، تناول المشاركون مشروبات محلاة بالسكرالوز أو السكر أو الماء، ولوحظ أن الصودا الدايت زادت تدفق الدم إلى مناطق الجوع في الدماغ، بينما أدى السكر الطبيعي إلى تأثير معاكس.
كما بيّنت النتائج أن المشروبات الخالية من السكر لا تحفز إفراز هرمونات الشبع بنفس الفعالية، ما يعزز الشعور بالجوع بعد فترة قصيرة من شربها.
لا تقتصر آثار الصودا الدايت على الدماغ فحسب، بل تمتد إلى عملية الأيض، فقد وجدت دراسة عام 2020 أن تناول السكرالوز مع الكربوهيدرات يُضعف قدرة الجسم على التعامل مع الجلوكوز، ما يقلل حساسية الأنسولين ويزيد خطر اضطرابات التمثيل الغذائي، وقد تجعل هذه التغيرات السيطرة على الوزن أكثر صعوبة على المدى الطويل.
رغم أن الهدف الأساسي من استهلاك الصودا الدايت هو تقليل السعرات والحفاظ على الوزن، إلا أن أبحاثًا واسعة تربط بين الإفراط في استهلاك هذه المشروبات وزيادة الوزن بمرور الوقت.
وأشارت دراسة طويلة الأمد استمرت 20 عامًا إلى تراكم أكبر للدهون لدى الأشخاص الذين يستهلكون المحليات الصناعية بانتظام، كما أظهرت دراسات أخرى أن الإفراط في شرب هذه المشروبات يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ينصح الأطباء وخبراء التغذية بالتعامل بحذر مع الصودا الدايت، فبينما قد تكون خيارًا مناسبًا في بعض الحالات للحد من استهلاك السكر، إلا أن الاعتماد عليها كبديل أساسي قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
ويؤكد الخبراء أن أفضل استراتيجية هي تقليل الاعتماد على المشروبات الصناعية بشكل عام، واستبدالها بالماء أو المشروبات الطبيعية غير المحلاة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| إصابة بشرية تثير الذعر من الدودة الحلزونية آكلة اللحوم
لماذا يطرق الصداع رأسك عند ترك الكافيين؟
بعد تشخيص لاعبة التنس مونيكا سيليش به.. ما هو الوهن العضلي الوبيل؟