أعلنت السلطات الصحية الأمريكية، مطلع هذا الأسبوع، تسجيل أول إصابة بشرية بالدودة الحلزونية في الولايات المتحدة منذ استئصالها قبل عقود، مما أثار حالة من القلق في قطاع الثروة الحيوانية المتأهب بالفعل لمواجهة هذا الطفيلي “آكل اللحوم”.
وأكدت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية أن الحالة مرتبطة بالسفر من بلد يشهد تفشيًا للمرض، في حين أدى تضارب المعلومات حول مصدرها إلى زيادة التوتر بين المسؤولين الحكوميين وممثلي صناعة لحوم الأبقار.
كشفت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية أن الحالة البشرية، التي تم التحقيق فيها بولاية ماريلاند، أكدتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في 4 أغسطس.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة أن المريض عاد مؤخرًا من رحلة إلى السلفادور، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “الخطر على الصحة العامة في الولايات المتحدة من هذه الحالة منخفض جدًا”.
ورغم هذه التأكيدات، أفادت مصادر في قطاع صناعة اللحوم أن الحالة تعود لمسافر قادم من غواتيمالا وليس السلفادور، وهو تضارب لم تعلق عليه السلطات الفيدرالية.
وزاد من حدة الموقف شكاوى مسؤولين بيطريين في بعض الولايات من أن مركز السيطرة على الأمراض لم يكن صريحًا في الكشف عن تفاصيل الحالة، مما أثار مخاوف من غياب الشفافية في التعامل مع خطر الدودة الحلزونية.
تُعرف الدودة الحلزونية بأنها يرقات ذباب طفيلي تضع بيضها في جروح أي حيوان من ذوات الدم الحار، بما في ذلك الإنسان، وبمجرد أن يفقس البيض، تستخدم مئات اليرقات أفواهها الحادة للحفر في اللحم الحي، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى موت الكائن المصاب إذا لم يتم علاجه.
وعلى الرغم من أن إصابة البشر بها نادرة، إلا أنها قد تكون قاتلة، ويتطلب علاجها إزالة مئات اليرقات وتطهير الجروح بالكامل، وتكون فرص النجاة كبيرة إذا بدأ العلاج في وقت مبكر.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يراقب منتجو الماشية التطورات بقلق بالغ، خاصة أن قطيع الماشية الأمريكي عند أدنى مستوياته منذ سبعة عقود وأسعار اللحوم تسجل ارتفاعات قياسية.
وقدرت وزارة الزراعة الأمريكية أن تفشي الدودة الحلزونية في ولاية تكساس وحدها، وهي أكبر ولاية منتجة للماشية، قد يكلف الاقتصاد حوالي 1.8 مليار دولار.
وتأتي هذه التطورات في وقت تتحرك فيه الدودة الحلزونية شمالًا عبر المكسيك من أمريكا الوسطى منذ عام 2023.
وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت استيراد الماشية من المكسيك منذ نوفمبر الماضي كإجراء احترازي، ولمواجهة الخطر، أعلنت وزارة الزراعة عن خطط لبناء منشأة جديدة لإنتاج الذباب العقيم في تكساس، وهي نفس التقنية التي استخدمت لاستئصال الدودة الحلزونية من البلاد في ستينيات القرن الماضي.