تُعدّ الأمعاء أكثر من مجرد عضو لهضم الطعام؛ حيث تلعب دورًا محوريًا في صحتنا بشكل عام ولها تأثير واضح على جهازنا المناعي ومزاجنا ونومنا أيضًا، لذا ترتبط وظائف الأمعاء مع كل جانب من جوانب حياتنا، فما هو هذا الدور الخفي الذي تلعبه الأمعاء، وكيف يمكننا الحفاظ على صحتها لتحسين جودة حياتنا؟
يوضح الدكتور جوزيف سلهب، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي المعتمد، والمؤثر الصحي الشهير، أهمية الجهاز الهضمي في كل شيء، من المناعة إلى الصحة النفسية، مشيرًا إلى أن صحة الأمعاء تعتبر أمرًا أساسيًا لسلامة أجسامنا، حيث تلعب دورًا أكبر بكثير من مجرد هضم وتكسير الطعام كما يعتقد البعض.
ويرى خبير أمراض الجهاز الهضمي، أن ضعف صحة الأمعاء يكون له تأثير سلبي على الصحة النفسية؛ حيث إن 70% من الجهاز المناعي يعيش في الأمعاء، ويؤثر الميكروبيوم على كل شيء، مثل الأيض، والمناعة، وحتى وظائف الدماغ، إضافة إلى أن الأمر يرتبط أيضًا بالعديد من الأمراض مثل أمراض المناعة الذاتية والسكري وأمراض القلب وسرطان القولون والمستقيم.
ويلخص الطبيب سلهب الفكرة، في أن إذا كانت أمعاؤك في حالة جيدة وصحية، فإن الجسم سيعمل بشكل أفضل وأكثر استقرارًا، وهو ما يعني العمل السلس للجهاز الهضمي بما في ذلك حركة الأمعاء المنتظمة دون غازات أو انتفاخ خاصة بعد تناول الوجبات.
لكن صحة الأمعاء تتجاوز مجرد الهضم، فهي تؤثر أيضًا على مستويات الطاقة والنوم. لذا فيجب أن تكون طاقتك مستقرة، وتستمتع بنوم أفضل، وألا تشعر بالخمول بعد تناول الطعام، مؤكدا أن معظم الناس لا يدركون مدى ارتباط صحة الأمعاء بالنوم والطاقة.
وقدم الخبير عدد من النصائح العملية للعناية بصحة الأمعاء دون اللجوء إلى برامج التطهير باهظة الثمن أو الحميات الغذائية القاسية، والتي تضمنت تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات الملونة في وجباتك، وهو ما يكون له دور هام في تغذية أنواع مختلفة من البكتيريا المفيدة.
كما نصح بتجنب تناول الوجبات الجاهزة أو الأطعمة المغلفة التي لا نعلم ما تحتويه، مشيرًا إلى أن تناول الطعام المحضر في المنزل أفضل بكثير حيث يتيح لك التحكم في المكونات التي تدعم صحة الأمعاء.
ويشدد أيضًا على ضرورة تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الألياف؛ لأنها تسهل عملية الهضم باعتبار أنها السماد الرئيسي لبكتيريا الأمعاء، كما حذر من التأثير السلبي للتدخين والكحوليات على بطانة الأمعاء والجهاز الهضمي مع ضرورة اتباع عادات يومية صحية مثل ممارسة النشاط البدني والرياضة، حتى لو اقتصر الأمر على المشي لدقائق قليلة.
اقرأ أيضًا
للحفاظ على الصحة العقلية.. 3 أطعمة لا تقترب منها