حذّر وكيل وزارة الصحة للصحة السكانية، الدكتور عبد الله عسيري، من تمدد حملات التشكيك في اللقاحات داخل المملكة، قائلًا إن خصوم التطعيم «لا علاقة لهم بالطب» وأن ضررهم يفوق التوقعات.
وقال عسيري، في مقابلة بثتها قناة الإخبارية السعودية، إن حملات مناهضة اللقاحات في السعودية مدفوعة بمعتقدات راسخة لدى أفراد «لا يعملون في الصحة، ولا يعرفون شيئًا عن تطوير الأدوية». مشيرًا إلى أن «صوتهم أعلى» من المختصين، ويجيدون استغلال وسائل التواصل لإثارة الذعر، قائلًا: «أسهل شيء أنك تثير الشكوك. لا أحد يطلب منك دليلاً».
وتابع: «الفيروسات لا تنتظر هذا النقاش… إنها تفتك بينما الناس يتجادلون».
هذا التحدي لا يُواجهه فقط الأطباء، بل ينعكس على أحد أهداف «رؤية السعودية 2030» وهو رفع متوسط العمر المتوقع من 76 إلى 80 سنة. إذ يربط عسيري بين تحقيق هذا الهدف والسيطرة على خمسة أمراض مزمنة رئيسية، تُشكّل العبء الأكبر على الصحة العامة، مؤكدًا أن التطعيمات جزءٌ لا يتجزأ من هذه الاستراتيجية.
ويرى عسيري أن حملات التشكيك باللقاحات ليست بريئة، قائلًا: «هناك أشخاص لديهم قناعات معينة، ويستميتون في الدفاع عنها»، متهمًا إياهم باستغلال هشاشة الوعي الجماهيري، ويضيف: «يكفي أن تقول إن أحد مكونات اللقاح من مشتقات الزئبق حتى تُفزع الناس. رغم أن هذه المادة ليست من الزئبق أصلًا».
ويتابع: «الوصول إلى قناعة مضادة يتطلب كمًا هائلًا من الإقناع، ومع ذلك يبقى الضرر واقعًا».
في تحليله، يشير عسيري إلى أن ما يصعب المهمة أمام الجهات الصحية هو أن حملات الإنكار لا تعترف بالأبحاث أو الدراسات، «ومهما قدّمت من أدلة، لا يمكنك التوافق معهم».
في زمن تنتشر فيه الإشاعات عبر تغريدة أو مقطع فيديو، لا يكفي أن تكون محقًا لتقنع الناس. فبحسب عسيري، «المختصون يجدون أنفسهم دائمًا في موقف دفاع وتبرير، بينما المروّجون للشائعات لا يُطالبون بأي دليل».
في هذا السياق، تصبح جهود التوعية عبئًا إضافيًا على النظام الصحي، خاصة أن الأمراض المزمنة لا تنتظر اقتناعًا جماهيريًا. «الفيروسات لا تمهلنا»، يكرر عسيري، أن الوقت الذي يُهدر في الجدال حول أساسيات الطب يُكلّف الناس أعمارهم.
اقرأ أيضًا:
وكيل “الصحة” يكشف متوسط أعمار سكان السعودية