عندما عقد عالم النفس، الدكتور جيفري بيرنشتاين، ورشة عمل لاستخلاص بعض النتائج حول طبعة العلاقة بين الأطفال ووالديهم عبّر جميع الصغار تقريبًا عن شعورهم بالحب من قبل الآباء والأمهات، وعلى الرغم من ذلك، أبلغ معظمهم عن حاجة أخرى لم تلبى لديهم، فما هي؟
قال “بيرنشتاين” إنه عندما سأل الأطفال إذا كانوا يشعرون بأن والديهم يفهمونهم حقًا، قال معظمهم إنهم يتمنون لو أن الآباء والأمهات أعطوهم الوقت والاهتمام للتحقق مما يشعرون به حقًا.
وأضاف “بيرنشتاين”: “كطبيب نفساني للأطفال والمراهقين والأسرة، أعتقد أن فهم أطفالنا لا يقل أهمية عن حبهم”.
وتابع: “يعد الاعتراف بمشاعر الأطفال والتحقق منها جانبًا أساسيًا لرعاية الرفاهية العاطفية لهم وتعزيز المرونة لديهم”.
وأوضح عالم النفس: “تكمن أهمية التحقق من صحة مشاعر الأطفال في خلق بيئة داعمة يشعرون فيها بالفهم والقبول والتجهيز للتعامل مع تعقيدات مشهدهم العاطفي”.
وأشار “بيرنشتاين” أن الأطفال يعانون من مجموعة واسعة من المشاعر مثل البالغين تمامًا، تتراوح من الفرح إلى الحزن.
وقال: “يتضمن التحقق من صحة مشاعر الطفل التعرف على المشاعر التي يعبر عنها وقبولها، دون إصدار أحكام أو رفض، فالأمر يتعلق بإبلاغ الطفل بأنه من المقبول تجربة مجموعة من المشاعر”.
وبيّن “بيرنشتاين” إحدى الفوائد الأساسية للتحقق من صحة مشاعر الأطفال هي إنشاء أساس عاطفي آمن، فعندما يشعر الأطفال أن عواطفهم معترف بها ومقبولة، فإنهم يتطور لديهم شعور بالأمان العاطفي، فيعمل هذا الأمان بمثابة حاجز ضد التوتر، مما يمكّنهم من مواجهة تحديات الحياة بشكل أكثر فعالية”.
علاوة على ذلك، فإن التحقق من صحة مشاعر الأطفال يعزز الشعور الصحي بقيمة الذات، ويكونون مجهزين بشكل أفضل لإقامة علاقات إيجابية مع الآخرين.
وبحسب “بيرنشتاين”، عندما يتم تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم بشكل علني، فإنهم يتعلمون التعبير عن أفكارهم، وهو ما يعزز قدرتهم على التواصل مع الآخرين ومشاركة تجاربهم وطلب الدعم عند الحاجة.
ولفت عالم النفس أن “أهمية التحقق من مشاعر الأطفال تتجاوز التنمية الفردية؛ ولها آثار مجتمعية أوسع، حيث أن المجتمع الذي يقدر ويحترم عواطف أعضائه الأصغر سنًا من المرجح أن يكون أكثر تعاطفًا”.
اقرأ أيضاً:
المملكة تتعاون مع البرازيل في مجال الطاقة.. أبرز بنود مذكرة التفاهم
