أكد خبراء اقتصاديون أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يقود تحولًا نوعيًا وكبيرًا في بنية الاقتصاد السعودي، مع التركيز على بناء اقتصاد مستقبلي قائم على الابتكار والمعرفة، بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على العوائد النفطية.
وقال أستاذ التسويق والاقتصاد في جامعة جورج واشنطن، الدكتور صلاح حسن، إن المملكة تركز على اقتصادها المستقبلي من خلال تطوير المدن الاقتصادية الجديدة، والتي تعزز مكانتها الإقليمية والعالمية. وأضاف: "العوائد الاقتصادية لهذه المدن واضحة، إذ تسهم في جذب المستثمرين الأجانب، وتوطين الصناعات المتقدمة، وخلق فرص عمل نوعية، إضافة إلى تحسين السياحة والاستثمار العقاري والخدمات اللوجستية".
وأشار الدكتور حسن في لقاء مع قناة الإخبارية، إلى أن هذه المنظومة المتكاملة للمدن الاقتصادية الجديدة تعزز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي للتجارة والتمويل والتقنية، موضحًا أن السعودية لا تكتفي ببناء المشاريع، بل تبني اقتصادًا مستقبليًا يعتمد على الاستدامة والابتكار.
وأضاف: "الأمير محمد بن سلمان يقود هذا التحول على مدار السنوات العشر الماضية، وهو يعيد التفكير في منظومة الاقتصاد الوطني من اقتصاد قائم على العوائد النفطية إلى اقتصاد معرفي مبتكر. الولايات المتحدة تعد شريكًا رئيسيًا في هذا التحول عبر الشراكات في مجالات الطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية الذكية".
تحفيز الاستثمارات المتبادلة
من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة ماريماون الأمريكية، تشاد ريكتور، أن زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة تحمل أبعادًا اقتصادية واضحة، إذ يسعى الجانبان لتعزيز الروابط الاقتصادية، سواء على مستوى التجارة أو الاستثمارات. وأوضح أن هناك رغبة سعودية كبيرة في جذب استثمارات الشركات الأمريكية في مجالات الذكاء الاصطناعي، ومراكز البيانات، والصناعات التقنية الحديثة، إضافة إلى السياحة وقطاعي الغاز والتعدين.
وأشار ريكتور إلى أن المملكة ستعمل على تشجيع الشركات الأمريكية على الاستثمار فيها، كما تبدي اهتمامًا بشراء المعدات الدفاعية والتقنيات المتقدمة، ما يشكل دعامة أساسية للعلاقات الاقتصادية بين الطرفين. ومن جانبها، تتطلع الإدارة الأمريكية إلى زيادة الاستثمارات السعودية داخل الاقتصاد الأمريكي لتعزيز النمو، وذلك ضمن رؤية السعودية 2030 التي تستهدف تطوير قطاعات جديدة وتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط وإعادة تشكيل اقتصاد المملكة.
وأوضح الخبراء أن المملكة حققت نموًا ملموسًا في الإيرادات غير النفطية خلال السنوات العشر الماضية، خاصة تلك الناتجة عن ضريبة القيمة المضافة، ما يعكس نجاح السياسات الاقتصادية الجديدة في تعزيز الاستدامة المالية وتوسيع قاعدة الاقتصاد الوطني.
اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| السعودية وأمريكا.. التعاون الأمني في أرقام
إنفوجرافيك| الاستثمارات الأمريكية في السعودية
إنفوجرافيك| واقع ومستقبل التعاون التعليمي بين السعودية وأمريكا













