logo alelm
حصن منيع.. كيف نجا الاقتصاد السعودي من اضطرابات المنطقة؟

قدم الكاتب الصحفي سلمان الشريدة، تحليلًا معمقًا للأسس التي يرتكز عليها الاقتصاد السعودي والذي أدى إلى صمودها في وجه الأزمات، مؤكدًا أن المملكة أثبتت امتلاكها لنظرة ثاقبة ورؤية استباقية في إدارة الأزمات، مما مكنها من الحفاظ على استقرارها ومتانتها الاقتصادية في وجه كافة التحديات.

صمود استثنائي في وجه الاضطرابات الإقليمية

خلال استضافته في برنامج “هنا الرياض” على قناة “الإخبارية”، أوضح الشريدة أن صمود المملكة يتجلى بوضوح عند النظر إلى المشهد الإقليمي المضطرب على مدى العقد الماضي. وقال: “هناك عدد من الأزمات أثبتت أن المملكة لديها نظرة ثاقبة وتسبق الجميع في إدارة الأزمات الاقتصادية”. وأشار إلى أن المملكة بقيت صامدة في وجه كافة التحديات السياسية والصراعات في المنطقة، سواء فيما يتعلق بما يُعرف بـ”الربيع العربي”، أو النزاعات في اليمن والسودان وليبيا وسوريا، وصولًا إلى التوتر الأخير بين إيران وإسرائيل.

وأبرز الشريدة حقيقة لافتة، وهي أن المملكة العربية السعودية هي العضو الوحيد في مجموعة العشرين (G20) – التي تضم أقوى 20 اقتصادًا في العالم – الذي لم يمر بأزمات اقتصادية كبرى، على عكس بقية الأعضاء الذين واجهوا عثرات اقتصادية منذ تأسيس المجموعة في التسعينيات.

الثقة الدولية.. المحرك الأساسي للاستثمار

شدد الشريدة على أن “الاقتصاد لا يجامل ودائمًا يُبنى على الثقة”، مؤكدًا أن الإقبال الاستثماري على المملكة يعود إلى الثقة العميقة في قيادتها السياسية، وفي حكمتها في إدارة التعاملات السياسية، بالإضافة إلى بُعد النظر الاقتصادي الذي أثبت نجاحه في العديد من الملفات. ولهذا السبب، لم تمر المملكة بأزمات اقتصادية حقيقية.

وأشار إلى أن هذه الثقة ليست محلية فقط، بل دولية، مستشهدًا بالتعاون الذي جرى مؤخرًا بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في الملفات الاقتصادية، نتيجة للأزمات التي مرت بها أوروبا بسبب الصراع الروسي الأوكراني. ورغم إقراره بأن الصراعات في المنطقة قد تجعل بعض الدول تتردد أحيانًا، إلا أنه أكد أن القيادة السعودية تساهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار الاقتصادي في المنطقة بأكملها، وأن الاستثمارات السعودية في سوريا، على سبيل المثال، ستعزز من الاستقرار هناك وتجلب استثمارات أجنبية إضافية.

شهادة “فيتش” ورؤية 2030.. تأكيد للمصداقية والتحول

اعتبر الشريدة أن التصنيف الائتماني الإيجابي الذي منحته وكالة “فيتش” للمملكة هو دليل موضوعي على هذه القوة. وقال: “أعتقد أن وصول المملكة لهذا التصنيف الخاص بوكالة فيتش يعني أنها قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية نظرًا لقوة اقتصادها”. وأكد أن “مثل هذه التصنيفات الدولية لا تجامل أحدًا من الدول وهذه الوكالات تحرص على مصداقيتها”.

ربط الشريدة هذا النجاح بشكل مباشر برؤية المملكة 2030 التي أطلقها ويشرف على كافة برامجها سمو ولي العهد منذ عام 2016. وأوضح أن الرؤية هي التي وجهت المملكة نحو تنويع الاقتصاد، ورفع الناتج المحلي، وعدم الاعتماد الكلي على النفط، وهو المسار الذي نجحت فيه المملكة خلال الفترة الماضية.

وأكد الشريدة أن دور القيادة السعودية “مهم جدًا” في التأثير على اقتصاد المملكة، وذلك من خلال قدرتها على خلق توازنات اقتصادية مع كافة الدول، وحكمتها في التعامل مع الملفات السياسية، بالإضافة إلى “الوفاء والصدق في التعاملات الاقتصادية”. واعتبر أن نجاح القيادة في رفع التصنيف الائتماني للمملكة هو شهادة على هذا النهج الحكيم، الذي عزز من مكانة المملكة كقوة اقتصادية عالمية ضمن مجموعة العشرين.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

كريستيان توتي.. ضحية اسم والده الأسطوري

المقالة التالية

قبل سارة خليفة.. مشاهير قبض عليهم بتهم تتعلق بالمخدرات!