شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا مع بداية تداولات الأسبوع، في حركة خالفت توقعات العديد من المحللين الذين كانوا ينتظرون استمرارًا للارتفاع الذي سُجل في نهاية الأسبوع الماضي. ويُرجع خبراء السوق هذا الهبوط إلى مجموعة من العوامل الأساسية والفنية والتي أثرت بالسلب على أسعار الذهب.
ويعتمد تراجع أسعار الذهب على ما هو أبعد من حركة الأسعار اليومية، وتحليل مجموعة من المتغيرات التي تشكل مجتمعة الصورة الكاملة لأداء المعدن الأصفر، والتي تشير حاليًا إلى استمرار الضغط السلبي على الذهب.
وفق تحليل الخبراء، فإن الارتفاع الذي شهده الذهب في تداولات يوم الجمعة الماضي لم يكن مبنيًا على أسس قوية، بل كان نتيجة لحالة من “الفوضى” الناتجة عن غياب السيولة الحقيقية في الأسواق. ويعود ذلك إلى تزامن التداولات مع عطلة رسمية في السوق الأمريكي، مما أدى إلى تداولات ضعيفة وغير معبرة عن الاتجاه الحقيقي للسوق.
وبناءً على ذلك، كان من الطبيعي أن نشهد أسعار الذهب عودة للاتجاه السلبي وهبوط أسعار الذهب مع بداية تداولات هذا الأسبوع، وعودة المتعاملين والسيولة بشكل كامل، وهو ما يُعتبر تصحيحًا للارتفاع المؤقت وغير المبرر.
أحد الأسباب الجوهرية الأخرى للهبوط الحالي هو التفاعل المتأخر للأسواق مع بيانات اقتصادية هامة صدرت من الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي. وتشمل هذه البيانات تقرير سوق العمل الأمريكي، بالإضافة إلى إقرار قانون جديد للتخفيض الضريبي. ونظرًا لضعف التداولات يوم الجمعة، لم تستمر الأسواق في تفاعلها بشكل كامل مع هذه البيانات، التي عادة ما يكون لها تأثير مباشر على أداء الدولار الأمريكي وبالتالي على أسعار الذهب. ومع عودة نشاط السوق هذا الأسبوع، بدأ تسعير هذه العوامل بشكل حقيقي، مما ساهم في استكمال الاتجاه الهابط للمعدن الثمين.
أظهرت بيانات احتياطيات الذهب والنقد الأجنبي في الصين عن شهر يونيو 2025، استمرار تباطؤ عمليات الشراء للشهر الرابع على التوالي. حيث أضافت الصين كمية متواضعة لاحتياطياتها من الذهب تقدر بـ 70,000 أونصة (حوالي 2.2 طن)، بينما واصلت تفضيلها لزيادة احتياطيات النقد الأجنبي التي ارتفعت بمقدار 32 مليار دولار.
ورغم أن هذه البيانات تمثل إشارة سلبية على المدى الطويل لطلب البنوك المركزية على الذهب، إلا أنها لم تكن السبب المباشر في هبوط الأسعار الذي بدأ مع افتتاح الأسواق اليوم، حيث صدرت هذه البيانات في وقت لاحق. بالإضافة إلى كل هذه العوامل الأساسية، تشير التحليلات الفنية للرسوم البيانية إلى أن الإشارات لا تزال تدعم استمرار الاتجاه الهابط لسعر الذهب والفضة في المدى القصير.