logo alelm
اليوم الوطني 95 | كرم الملك المؤسس كما رصدته صحافة عهده

في عام 1932، عندما أُُعلن توحيد المملكة العربية السعودية، لم تكن الصحف آنذاك تكتب فقط عن الانتصارات العسكرية والسياسية للملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، بل كانت تروي قصصًا إنسانية مؤثرة عن كرمه وسخائه. هذه القصص التي وثقتها أقلام الصحفيين في تلك الحقبة، تكشف عن الجانب الإنساني النبيل لمؤسس الدولة السعودية.

عباءة الملك للمحتاج في ليلة شتاء باردة

في إحدى جولاته خارج العاصمة الرياض، واجه الملك عبد العزيز موقفًا إنسانيًا يعكس طبيعته النبيلة. التقى برجل يرتدي ملابس بالية في ليلة شتاء قارسة، فما كان من الرجل إلا أن اعترض طريق جواد الملك قائلاً بكل بساطة: “يا عبد العزيز! البرد شديد وليس عندي عباءة ألتحف بها!”

لم يتردد الملك المؤسس لحظة واحدة، فنزع عباءته عن كتفيه وألقى بها إلى الرجل، ثم أمر أحد أتباعه قائلاً: “أعطوه عشرة ريالات يستعين بها على الحياة!” هذا الموقف البسيط في ظاهره، العميق في دلالته، يُظهر كيف كان الملك المؤسس يعامل رعاياه كأفراد عائلته الكبيرة.

ناقة الملك هدية لمسافر في كرب

في موقف آخر يجسد كرم الملك عبد العزيز، كان ممتطيًا ناقة مشهورة بقوتها وجمالها أثناء استراحة تحت شجرة وارفة الظل خارج المدينة. اقترب منه رجل قادم من المدينة يحمل همًا كبيرًا، فسأله الملك عن حاله، فأجاب الرجل: “ماتت ناقتي في الطريق، وليس عندي مال يكفي لشراء غيرها.”

عندما علم الملك أن الرجل عازم على العودة إلى المدينة، لم يجد أمامه سوى خيار واحد. قال له بكل بساطة: “إذن خذ هذه الناقة لأنه لا يسعك أن تعود على قدميك!” وهكذا، تنازل الملك عن ناقته المفضلة لرجل بسيط لا يعرف عنه سوى أنه من رعاياه المحتاجين.

سياسة الباب المفتوح والعطاء بلا حدود

تشير الوثائق التاريخية إلى أن الملك عبد العزيز لم يرد طالبًا عن بابه أو طريقه مهما كان نوع طلبه. في إحدى المرات، همس رجل في أذن الملك قائلاً: “أنا في حاجة إلى مال لأنني عازم على الزواج!” فلم يلتفت الملك ليرى هوية المتحدث، بل التفت فورًا إلى أحد أتباعه وقال: “أعطه ما يلزم من مال لضمان نفقات الزواج.”

كرم يفوق الوصف مع الزوار والأجانب

تؤكد المصادر التاريخية أن كرم الملك عبد العزيز مع الزوار والأجانب كان أمرًا يفوق الوصف. فكل زائر يطرق أبواب القصر، لا يمكن أن يغادر المكان إلا وهو حامل معه هدية من الملك المؤسس. هذا السلوك النبيل لم يكن مجرد بروتوكول ملكي، بل كان انعكاسًا حقيقيًا لطبيعة الرجل وقيمه الراسخة.

إرث من القيم النبيلة

هذه القصص التي رصدتها صحافة ذلك الزمان، ليست مجرد حكايات من الماضي، بل هي دروس في القيادة الإنسانية التي أسس عليها الملك عبد العزيز دولته الحديثة. إنها تذكرنا بأن المملكة العربية السعودية التي نحتفل بيومها الوطني اليوم، بُنيت على أسس راسخة من القيم العربية الأصيلة والكرم الحاتمي.

 

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

مؤلفات المفتي الراحل عبدالعزيز آل الشيخ.. إرث علمي لا ينضب

المقالة التالية

إنفوجرافيك| أرقام منحت “ديمبيلي” الكرة الذهبية