logo alelm
خشبة المسرح.. منصة جديدة لمحو الأمية

يمثّل اليوم العالمي لمحو الأمية، الذي يوافق 8 سبتمبر من كل عام فرصة لتسليط الضوء على مبادرات مبتكرة تتجاوز الأساليب التقليدية في تعليم القراءة والكتابة، مقدمةً حلولًا إبداعية تمكّن الكبار من اكتساب اللغة وبناء الثقة بالنفس.

وفي مدينة سيراكيوز بولاية نيويورك الأمريكية، يقدم برنامج “All Write!” نموذجًا ملهمًا في هذا المجال، حيث يستخدم المسرح والكتابة الإبداعية كأدوات لدمج المهاجرين الجدد في مجتمعهم، ومساعدتهم على تخطي الحواجز اللغوية التي غالبًا ما تعرضهم للتمييز والمصاعب.

ويستهدف البرنامج شريحة واسعة، فخلال العقد الماضي وحده، استقر ما يقرب من 10,000 مهاجر جديد في مقاطعة أونونداغا.

نموذج فريد في جهود محو الأمية

يقدم البرنامج، الذي أطلقته منظمة “سيمفوني سبيس” للفنون المسرحية في مدينة نيويورك ونقلته إلى سيراكيوز “الطاولة المستديرة لتعليم الكبار”، فرصة نادرة لتعليم الكبار، فغالبًا ما تكون الأنشطة الثقافية مثل المسرح بعيدة عن متناول هؤلاء الطلبة بسبب التكاليف المرتفعة وصعوبات الفهم اللغوي.

ويعمل البرنامج على تغيير هذا الواقع من خلال منهجية فريدة؛ فهو لا يكتفي بتعريض الطلاب للفنون، بل يمنحهم الفرصة ليصبحوا هم أنفسهم مبدعين، حيث يشاهدون كتاباتهم وقصصهم تتجسد في أداء حي على خشبة المسرح.

ولضمان تحقيق أقصى استفادة، يوفر البرنامج ورشة عمل احترافية لمعلمي محو أمية الكبار لمدة 6 ساعات، لتزويدهم بالمهارات اللازمة لإنشاء دروس فعالة للطلاب الذين يتعلمون الإنجليزية كلغة جديدة، وهو ما يمثل دافعًا قويًا يعزز رحلتهم في محو الأمية.

تأثير يتجاوز محو الأمية

تنقل روزلين سيسبيديس جونسون، وهي معلمة في برنامج مساعدة اللاجئين بمدارس مدينة سيراكيوز، الأثر العميق للبرنامج على طلابها قائلة: “إن إعلام الطلاب بأن وجهة نظرهم مهمة وتستحق أن يُستمع إليها هو أمر قيّم للغاية”.

وتضيف أن مجتمعات المهاجرين الجدد غالبًا ما تشعر بالتهميش بسبب الفجوة اللغوية، مما يجعل هذا النهج في محو الأمية ذا تأثير بالغ.

ويتعاون الطلاب في البرنامج لكتابة أعمال أدبية متنوعة تشمل القصائد والقصص القصيرة والمقطوعات الموسيقية، كما يشاركون في وضع خطط تصميم الرقصات والأزياء، وبعد اكتمال الأعمال، يقوم فنانون محترفون من مدينة نيويورك بتقديمها في عروض حية أمام زملائهم وأفراد المجتمع.

وعلى صعيد الدعم، حصلت “الطاولة المستديرة لتعليم الكبار” على منحة بقيمة 10,000 دولار من مؤسسة المجتمع المحلي لدعم توسع البرنامج في مدارس سيراكيوز.

وتشير سيسبيديس جونسون أن “هذا البرنامج منح طلابنا إحساسًا بالمساواة هنا… لقد ساعدهم على اكتشاف جوانب من مجتمعهم لم يكونوا يعرفونها”.

وتُوجت هذه الجهود في العاشر من أبريل 2019، حين اجتمع الطلاب والمعلمون وأفراد المجتمع في مسرح “ريدهوس” لمشاهدة قصص المهاجرين تنبض بالحياة، وتراوحت العروض بين استعادة ذكريات الأطعمة المفضلة وقصص التغلب على الصعوبات والعنصرية في أمريكا، حيث سلطت كل قصة الضوء على جزء مختلف من حياة المهاجرين في سيراكيوز، لتثبت أن محو الأمية يمكن أن يكون جسرًا للتفاهم الثقافي العميق، وبوابة يعبر منها الأفراد نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

مقتل 5 أشخاص في هجوم مسلح على محطة حافلات بالقدس.. وهذا رد حماس

المقالة التالية

لبحث آليات التعاون المشترك.. وزير الاتصالات السوري يزور “سايڤر”