تهيمن قصص عمالقة التقنية على عالم ريادة الأعمال، ومع ذلك برز رجل الغسيل، أليكس سميريتشينياك، بقصة غير تقليدية حول كيف يمكن للشغف بفكرة مملة أن يتحول إلى إمبراطورية تقدر بملايين الدولارات، فهذا الشاب لم تبدأ حكايته في “سيليكون فالي”، بل بين أكوام الجوارب المتسخة وشاحنة توصيل في حرم جامعي.
بدأت رحلة أليكس في عامه الجامعي الأول بمشروع بسيط لخدمة غسيل الملابس وتوصيلها للطلاب حمل اسم “Wake Wash”.
ورغم نجاح المشروع، دفعه ضغط الأقران والخوف من أن يوصف بـ “شاب الغسيل” إلى بيعه مقابل 200 ألف دولار والانصياع للمسار التقليدي بالعمل في مجال الاستشارات الإدارية.
يصف أليكس تلك الفترة بأنها كانت “سحقًا للروح”، فرغم أنها أرضت والديه، إلا أنها أطفأت شغفه.
بحلول عام 2015، اتخذ قراره المصيري، حيث استقال من وظيفته المرموقة ليعود إلى شغفه القديم، مُطلقاً شركة “2ULaundry”، و تساءل حينها: “شخص ما سيحدث ثورة في عالم الغسيل والتنظيف الجاف، فلماذا لا أكون أنا؟”.
هذه المرة، لم يكن هناك خجل، بل رؤية واضحة حولته إلى رجل الغسيل الذي يعرفه السوق اليوم، وفي أقل من عقد، جمعت شركته تمويلاً بلغ 33 مليون دولار وأسست 29 مغسلة حديثة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
يرى رجل الغسيل أن سر نجاحه يكمن في تجاهل ما يسميه “متلازمة الأشياء اللامعة”، فالأعمال التي تبدو “مملة” ظاهريًا قد تكون أكثر استقرارًا لأنها تحل مشكلة حقيقية، وينصح رواد الأعمال بالبحث عن دافعهم الحقيقي، سواء كان الاستقلال المالي أو بناء إرث عائلي، بدلاً من مطاردة الأفكار الرنانة”.
ويضيف أن العقلية التي تبقيك في السباق هي الأهم، ويطلق عليها “وضعية الصرصور”، وهي القدرة على البقاء والمثابرة حين ينسحب الآخرون.
ويؤكد أن المرونة والقدرة على تغيير المسار أمران حاسمان، فشركته التي بدأت كسوق رقمي يربط العملاء بعمال مستقلين، تطورت لتصبح سلسلة مغاسل فعلية بأسطول من المركبات.
لم تكن رحلة رجل الغسيل سهلة، لكنها تبرهن أن النجاح الحقيقي ليس في أن تصبح مليارديرًا مثل إيلون ماسك أو جيف بيزوس، بل في امتلاك القدرة على التحكم في مصيرك وبناء شيء ذي معنى.
ويقول جزء من مجتمع ريادة الأعمال إن شجاعة رجل الغسيل في الرهان على نفسه وترك وظيفته المكتبية غير الملهمة، ستبقى درسًا في أن أعظم المكاسب تأتي من متابعة الشغف، مهما بدا بسيطًا.