كشفت وسائل إعلام أن الملياردير إيلون ماسك، حاول إحباط صفقة ضخمة للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط بعد علمه باستبعاد شركته الناشئة “xAI” من المبادرة.
وبحسب ما اوردته شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية، نقلاً عن مصادر مطلعة، وأشارت إليها سابقًا صحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن شركات “OpenAI” و”Oracle” و”Nvidia” و”Cisco” الأمريكية، إلى جانب شركة “G42” الإماراتية، أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر عن خطط لبناء مجمع “Stargate AI” العملاق في الإمارات العربية المتحدة. ووفقًا لمصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته، أعرب ماسك عن استيائه الشديد لاختيار شركة “OpenAI”، التي يقودها منافسه سام ألتمان، لهذه الصفقة، وتدخل شخصيًا في محاولة لإشراك شركته “xAI”.
وأضاف المصدر أن ماسك جادل بأن الرئيس دونالد ترامب لن يوافق على الصفقة بالشكل المطروح، مما أدى إلى تأجيل الإعلان الرسمي عن المشروع لعدة أيام، حيث عملت الجهات المعنية، بما في ذلك البيت الأبيض، على التعامل مع ردود فعل ماسك، الذي يخوض نزاعًا علنيًا وقانونيًا مع ألتمان وشركة “OpenAI”.
وفي تصريح لشبكة “سي إن بي سي”، لم تتطرق السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، إلى هذا الخلاف بشكل مباشر، بل ركزت على الإنجاز المحقق، قائلة: ”وقعت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة اتفاقية إطارية رائدة تُرسي أول شراكة لتسريع الذكاء الاصطناعي. يُسهم هذا الإطار في تعزيز بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. وكان هذا إنجازًا رائعًا آخر للشعب الأمريكي، بفضل الرئيس ترامب وفريقه الاستثنائي”.
ومن جهة أخرى، أوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض أن ماسك لم يكن حاضرًا في الإمارات عند توقيع الصفقة، لكنه كان برفقة الرئيس ترامب في السعودية جولته في الشرق الأوسط. وقال المسؤول إن ماسك أعرب حينها عن مخاوفه بشأن “المعاملة العادلة من الحكومة لجميع شركات الذكاء الاصطناعي”. وقد رفضت شركة “OpenAI” التعليق على هذه المعلومات، بينما لم يستجب إيلون ماسك لطلب “سي إن بي سي” للتعليق.
يُعد ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي “تيسلا” و”سبيس إكس”، شخصية ذات تأثير مركب ضمن جهود إدارة ترامب لتعزيز ريادة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وكان ماسك قد أنفق ما يقارب 300 مليون دولار لدعم عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، ويتولى منذ ذلك الحين قيادة “وزارة كفاءة الحكومة” (DOGE)، حيث أشرف على تقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية، ومن المقرر أن ينتهي عمله كموظف حكومي خاص هذا الشهر.
وخلال السنوات الأخيرة، بدأ ماسك في توجيه انتقادات علنية ومتكررة لألتمان، الذي شاركه في تأسيس “OpenAI” كمختبر أبحاث عام 2015 قبل أن ينفصل ماسك عن المشروع لاحقًا، منتقدًا هيكله الإداري وتحالفه الوثيق مع شركة “مايكروسوفت”. وتأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه شركة “xAI” لبناء قدراتها التجارية، حيث استحوذت على منصة التواصل الاجتماعي “X” في مارس الماضي، وأعلنت هذا الأسبوع عن شراكة مع “Telegram” لإطلاق برنامج المحادثة “Grok”. وكان ماسك قد رفع دعوى قضائية ضد “OpenAI” بدعوى خرق العقد، كما قدمت مجموعة مستثمرين بقيادته عرضًا غير ناجح للاستحواذ على الشركة الناشئة مقابل 97.4 مليار دولار في فبراير الماضي.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها ماسك مشروع “ستارغيت”. ففي يناير الماضي، وعندما أعلن الرئيس ترامب عن مشروع “ستارغيت” الأولي المخصص للولايات المتحدة (بتعهد استثمار أولي قدره 100 مليار دولار، قد يصل إلى 500 مليار دولار، من شركات “أوبن إيه آي” و”أوراكل” و”سوفت بنك”)، شكك ماسك في قدرات تمويل المشروع. وكتب ماسك ردًا على منشور لـ “OpenAI” على منصته “X”: ”إنهم لا يملكون المال بالفعل”، مضيفًا لاحقًا أن “SoftBank” حصلت على “أقل بكثير” من 10 مليارات دولار. وبعد شهرين من ذلك، قادت “SoftBank” استثمارًا بقيمة 40 مليار دولار في “OpenAI” بتقييم للشركة بلغ 300 مليار دولار.