توفي الفنان المصري عماد محرم، صباح أمس الأربعاء، عن عمر يناهز 74 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض، وشيّع جثمانه من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، وسط حضور عائلي ورسمي محدود.
جاء رحيل عماد محرم بعد سنوات من المعاناة الصحية، بدأت بإصابته بفيروس كورونا عام 2021، وأدخل على إثره إلى العناية المركزة. ومع أنه تعافى مؤقتًا، عانى لاحقًا من جلطة دماغية أثّرت في نطقه وحركته، وأبعدته قسرًا عن الكاميرا والجمهور. ومع تدهور حالته مجددًا في مايو 2025، إثر جلطة دماغية ثانية، ناشدت زوجته الدعاء له، لكن الأزمة الصحية كانت هذه المرة أقوى من عزيمته.
ظهر اسم عماد محرم لأول مرة في الدراما التلفزيونية عام 1967 من خلال مسلسل «بيار الملح» إلى جانب شكري سرحان وليلى طاهر، لكنه لم يترك أثرًا كبيرًا إلا بعد أكثر من عقد حين بدأ يشق طريقه في السينما، غالبًا عبر الأدوار الثانوية، التي برع فيها رغم قصر مدتها.
وُلد محرم في القاهرة في 8 يونيو 1951، وبدأ مشواره الفني مع نهايات الستينات، غير أن ملامحه الحادة وصوته الأجش دفعا به إلى خانة أدوار الشر، التي رسّخ من خلالها حضوره الفني في أفلام مثل «العفاريت» و«على باب الوزير» و«الخطايا السبعة»، إلى جانب مشاركاته في أعمال تلفزيونية مثل «عوالم خفية» و«رأس الغول».
رغم أنه لم ينل يومًا دور بطولة مطلقة، فإن محرم ظل جزءًا من الذاكرة البصرية لجيل كامل من المشاهدين، بفضل أداء مقنع لشخصيات ذات ملامح حادة ومتقلبة.
اشتهر بدور «شمندي» في فيلم «العفاريت» عام 1990، إلى جانب مديحة كامل وعمرو دياب، وهو الدور الذي التصق به حتى بعد ثلاثة عقود، بسبب ما أضفاه من عمق على شخصية الشرير الذي لا يخلو من التردد والتعقيد الإنساني.
وفي تصريحات سابقة، قال محرم إنه لن يعتزل التمثيل طواعية، مؤكدًا: «الفن هو الأمل الوحيد في حياتي… حتى وأنا مريض».
وتلخص تلك العبارة جانبًا غير مرئي في شخصية الممثل الذي ظل يُوصف دائمًا بـ«الشرير»، لكنه في الواقع كان زوجًا وفيًا، وأبًا عطوفًا، وإنسانًا مؤمنًا بأن الفن «دواء للروح»، كما وصفه ذات مرة في لقاء صحفي.
شارك محرم في أكثر من 60 عملاً فنيًا، جمع فيها بين السينما والتلفزيون، ومن أبرزها: «الباطنية»، «أقوى الرجال»، «الضابط والمجرم»، «المشاغبات في خطر»، و«وكالة البلح». تعامل مع كبار النجوم مثل عادل إمام، محمود عبد العزيز، وفاء عامر، وغيرهم.
ما يجعله باقٍ في ذاكرة الجمهور ليس عدد الأدوار، بل تلك الكاريزما التي استطاع بها أن يترك بصمة في كل مشهد، حتى وإن كان «ضيف شرف». تنوعت أدواره بين تاجر المخدرات، الضابط الفاسد، الوالد القاسي، والمعلم المتسلط، لكنه ظل حريصًا على ألا تتكرر ملامح الشخصيات، بل منح كل منها صوته وحضوره المختلف.
اقرأ أيضًا:
حنان اللولو.. إسدال الستار على مسيرة فنية غنية بالإبداع