سياسة

هل يمكن أن تساعد “دبلوماسية الزلازل” في حصول السويد وفنلندا على عضوية الناتو؟

تعتمد السويد وفنلندا على المساعدات المقدمة منهما إلى تركيا في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبها 6 فبراير الجاري في تغيير موقف أنقرة الرافض لانضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”.

وتعاني علاقة السويد وفنلندا بأنقرة جمودًا بشأن عضويتها في حلف الناتو، حيث يعلّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العملية، ويطالب ستوكهولم وهلسنكي بالوفاء بمعايير صارمة قبل المضي قدمًا في التصديق.

ما هي دبلوماسية الزلازل؟

يشير هذا المصطلح إلى تأثير المواقف الإنسانية في حالات الكوارث في العلاقات السياسية بين الدول، وما قد تحققه من إزالة توترات دامت لسنوات.

شهد التاريخ الحديث مواقف مماثلة، في عام 1999، ضرب زلزال قوي مدينة إزميت التركية، وكان اليونانيون من بين أول من استجابوا للمساعدة، على الرغم من عقود من العداء بين الجارتين.

بعد بضعة أشهر عندما ضرب زلزال بقوة 6.0 درجات أثينا، رد الأتراك بالمثل.

وأدى إظهار حسن الجوار إلى تخلي اليونان عن اعتراضاتها على أن تصبح تركيا دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، وهو ما يأمل صانعو السياسة في فنلندا والسويد تكراره.

ما هي المساعدات التي قدمتها السويد وفنلندا؟

قدم السويديون حتى الآن 3.3 مليون يورو في شكل دعم إنساني، وأرسلوا أكثر من 50 خبيرًا في البحث والإنقاذ وكلاب البحث والفرق الطبية إلى تركيا.

على مستوى الاتحاد الأوروبي، فعّلت السويد -التي تتولى حاليًا الرئاسة الدورية للمجلس الأوروبي- آلية الاستجابة المتكاملة للأزمة السياسية؛ لتنسيق كل دعم الاتحاد الأوروبي لكل من تركيا وسوريا على المستوى السياسي.

كما أعلن رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أنهما سينظمان مؤتمرًا دوليًا للمانحين لتركيا وسوريا في مارس.

في فنلندا، كان رد الحكومة أسرع وأقوى من السويد، إذا وفّرت هلسنكي أماكن إقامة دافئة للطوارئ، بما في ذلك الخيام والمواقد، لـ 3000 شخص.

كما أرسل الفنلنديون خبراء في البحث والإنقاذ، وساهموا بشكل متعدد الأطراف من خلال الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة، والذي قدم حتى الآن 50 مليون دولار.

وقالت وزيرة الداخلية الفنلندية، كريستا ميكونين: “لقد لقي عشرات الآلاف من الأشخاص مصرعهم والدمار واسع للغاية. إن الحاجة إلى توفير مساكن طارئة في المنطقة التي ضربها الزلزال كبيرة. من خلال إرسال المساعدة المادية ، تهدف فنلندا إلى مساعدة الناس على تلبية احتياجاتهم الأساسية. ومن المهم أن نقدم المساعدة إلى منطقة الزلزال في أسرع وقت ممكن”.

موقف أنقرة من السويد وفنلندا

مع ترقب إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا في مايو 2023، وجّه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الاتهامات سابقًا للسويد وفنلندا بإيواء الإرهابيين، وقال إن ذلك يشكّل خطرًا على الأمن القومي لتركيا.

أوضح أوزان يانار، السياسي الفنلندي الذي ولد في تركيا، وعمل نائبًا عن حزب الخضر في الفترة من 2015 إلى 2019: “لم تأخذ أخبار الناتو في فنلندا بعين الاعتبار كيف غيرت هذه الكارثة البشرية الضخمة المشهد السياسي التركي والمناقشات”.

وقال ينار في تصريحات لـ “يورونيوز”: “في الوقت الحالي، ينصب كل تركيز تركيا على هذه الزلازل، وستبقى على الزلازل لفترة طويلة جدًا”.

وقال ينار إنه يعتقد أنه من غير المرجح أن يحاول أي سياسي تركي تحويل التركيز بعيدًا عن أي إخفاقات رسمية في الاستعداد للزلزال أو الاستجابة لها، حيث سيجدون أنفسهم وسط انتقادات سياسية ضخمة.

ما هي فرص دبلوماسية الزلزال في 2023؟

يعتقد البروفيسور بول ليفين من معهد جامعة ستوكهولم للدراسات التركية، أن فرص تكرار ما حدث عام 1999 منخفضة.

وقال ليفين: “بصراحة، أنا لا أرى أي تأثير حقيقي من حيث العلاقات العامة على الجانب التركي، إذا رأى أردوغان أنه لن يكون قادرًا على الفوز في الانتخابات، فلديه حافز قوي للاستمرار في سياساته جاه السويد وفنلندا.

وتريد أنقرة أن ترحّل فنلندا والسويد حوالي 130 شخصًا تصفهم بالإرهابيين، قبل أن توافق على مساعي البلدين الواقعين في شمال أوروبا للانضمام إلى الناتو.

وأضاف ليفين: “ربما يكون من المبكر التكهن بما سيحدث، لكن حتى الآن لم أر أي نتائج إيجابية للدبلوماسية”.

بعد وفاة قائدهم.. أين هم أطفال “كهف تايلاند” اليوم؟

لماذا يحلم الإنسان بأكثر من لغة؟

تقنيات توفير الوقود الأكثر استخدامًا في شركات السيارات العالمية