منوعات

لماذا يحلم الإنسان بأكثر من لغة؟

تتحدث أكثر من لغة

إذا كنت تتحدث أكثر من لغة، فربما تكون رأيت يومًا ما حلمًا تختلط فيه لغتك الأم بلغة أخرى، دون أن تعرف السبب وراء ذلك وهل للأمر علاقة بالمهارات اللغوية في الحياة الواقعية.

قد لا يبدو مفاجئًا أن العديد من الأشخاص الذين يمارسون لغات مختلفة خلال اليوم، وحتى الأشخاص الذين بدأوا للتو في تعلم لغة أجنبية، يستخدمون أيضًا هذه اللغات في أحلامهم.

وبشكل عام، فإن اللغة التي نتحدثها خلال النهار تنتقل إلى عقولنا ليلًا، ووفقًا لدراسة أجريت على الصم والأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع، فإنهم يتواصلون في الأحلام من خلال لغة الإشارة كما هو الحال في أثناء يومهم الطبيعي.

عملية معقدة

بالتركيز على الأحلام متعددة اللغات، نجد أن عقل البشر يخلط المقتطفات اللغوية مع جميع أنواع الأحداث الأخرى التي يعيشها الشخص نهارًا، بما فيها المشكلات والذكريات، وتكون النتيجة هي حوارات كاملة بلغة قد لا تكون معروفة أو خيالية، أو ربما صادفها الشخص بشكل عابر خلال حياة اليقظة.

وتختلف لغة الأحلام على حسب الشخص أو الموقع أو مرحلة الحياة التي يعيشها، كمثال قد يتحدث الأشخاص في الحلم اللغات التي يتحدثون بها في الحياة الواقعية، بينما تميل الأحلام حول منزل طفولتهم إلى أن تكون باللغة التي كانوا يتحدثونها في هذه الفترة.

يقول الباحثون في هذا المجال، إن التفسيرات الخاصة بهذه الأحلام يصعب تحديدها، خصوصًا وأن الأحلام بشكل عام لا تزال ظاهرة غامضة تمامًا، ولكن معالجة اللغات وتعلم كلمات جديدة خلال النوم ربما يلقي الضوء على لغز الأحلام متعددة اللغات.

النوم واللغة

لفهم الرابط بين النوم واللغة، لا بد من التركيز على لغة واحدة لدى الشخص ولتكن لغته الأم، قد يعتقد الكثيرين أنهم أتقنوا لغتهم الأم منذ فترة طويلة، لكن في الواقع يقوم الأشخاص بتحديثها باستمرار، حتى الكبار ما زالوا يتعلمون كلمة جديدة كل يومين بلغتهم الأم.

يقول أستاذ علم النفس الذي يقود معمل النوم واللغة والذاكرة بجامعة يورك، جاريث جاسكل: “عندما نتعلم كلمة جديدة، نقوم باستمرار بتحديث معرفتنا حول هذه الكلمة حتى نتمكن من فهمها”.

ويضيف جاسكل، أن هناك كلمات تتشابه في تكوينها اللغوي من الحروف مع كلمات أخرى جديدة نتعلمها، مستشهدًا بكلمتي breakfast و Brexit، في اللغة الإنجليزية، وهو ما ينتج عنه اختلالات في العقل لحين تمييز الكلمات الجديدة عن تلك المشابهة لها الموجودة أساسًا في الذاكرة، وهذا التكامل يحدث خلال النوم.

خلال النهار يمتص الجزء المتخصص باستيعاب المعلومات في العقل الكلمات الجديدة، وفي الليل ينقل المعلومات الجديدة إلى أجزاء أخرى من الدماغ، حيث يمكن تخزينها وربطها بالمعلومات الأخرى ذات الصلة، الأمر الذي يساعدنا على اختيار الكلمة الصحيحة في أي موقف، واستبعاد الكلمات المتنافسة.

وتحدث عملية الدمج بين المعرفة خلال مرحلة تُعرف بالنوم العميق، أو نوم الموجة البطيئة، ويمكن للشخص أن يتعلم كلمات بلغات أخرى أثناء النوم، لكنها تتم بطريقة مختلفة عن تلك الطريقة التي يتعلم بها خلال الاستيقاظ.

شارك ماتيو كوروما، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة لييج في بلجيكا، والمتخصص في النوم والإدراك، في تأليف عدد من الدراسات حول كيفية تعلم كلمات جديدة خلال النوم، واكتشف هو وفريقه أن الشخص خلال النوم قادر على التمييز بين اللغة المزيفة والحقيقية.

واتضحت هذه النتائج من خلال تجربة لرصد النشاط الدماغي لبعض المشاركين، أثناء التحدث بلغة حقيقة في إحدى أذنهم وبلغة مزيفة في الأذن الأخرى، والتي أوضحت أن أدمغتهم تركز على الكلام الحقيقي خلال ذلك.

هل التعلم خلال النوم بهذه السهولة؟

ليس بالضرورة، يقول كوروما إن الأمر قد يأتي بنتائج عكسية في الواقع من خلال فقدان الشخص للراحة خلال النوم، كما أثبتت التجارب أن المشاركين تعلموا الكلمات بشكل أسرع عندما كانوا مستيقظين مما كانوا عليه عندما كانوا نائمين.

ويوضح كوروما: “اليقظة مفيدة للتعلم، والنوم يعيد تشغيله أكثر، وليس لاكتساب لغة جديدة”. قائلًا: “إنها عملية تفاعلية ومكملة، بمعنى أنك تتعلم أثناء النهار وأثناء النوم تقوم بفرز هذه المعلومات وترسيخ بعض ذكرياتك، ومحاولة وضعها في سياقات جديدة.”

كما يُشير إلى أن أفضل طريقة لحدوث ذلك هو التركيز على اللغات الجديدة التي يتم تعلمها قبل النوم مباشرة، حتى يتم تشغيل هذه الكلمات أثناء النوم وهو ما يعزز من القدرات التعليمية.

أغلى سلالات الكلاب في العالم

تقنيات توفير الوقود الأكثر استخدامًا في شركات السيارات العالمية

اختبار الطقس البارد للطائرات..ما هو؟