على مدى العقود القليلة الماضية، استثمر صانعو السيارات الكثير من الوقت والمال في تقنيات توفير الوقود المختلفة، تضمنت ابتكارات مثل الحقن المباشر وإلغاء تنشيط الأسطوانة وميزات بدء التشغيل التلقائي.
وتضمن تقرير اتجاهات السيارات لعام 2022 الصادر عن وكالة حماية البيئة (EPA)، بيانات توضح أهم شركات صناعة السيارات التي تبنت هذه التقنيات.
الشركات الأسيوية
يُعد صانعو السيارات اليابانيون من أكبر المتبنيين لمحركات الحقن المباشر للبنزين (GDI)، بالإضافة إلى ناقل الحركة المتغير باستمرار (CVT).
ومن خلال محركGDI، يتم حقن الوقود مباشرة في غرفة الاحتراق تحت ضغط عالٍ، وتُعتبر هذه الطريقة أكثر دقة من نظيرتها التقليلدية المعروفة باسم حقن المنفذ، لأنها تؤدي إلى كفاءة أكبر في استهلاك الوقود وانبعاثات أقل.
فيما تستخدم عمليات نقل الحركة CVT البكرات بدلاً من التروس لتحسين كفاءة استهلاك الوقود، ويتم تزويد ناقل الحركة المتغير بمحركات أصغر وأقل إنتاجية، وهو ما قد يفسر سبب اعتماد صانعي السيارات اليابانيين – الذين لديهم تاريخ في تصنيع سيارات صغيرة – عليها على نطاق واسع.
وفي حين أن البيانات تُشير إلى أن “تويوتا” مدرجة على أنها 0٪ اعتماد للحقن المباشر، إلا أنها تستخدم نظام D4-S الخاص بها، وهو مزيج من الحقن المباشر للوقود والمنافذ.
من ناحية أخرى، تتبع شركات صناعة السيارات في كوريا الجنوبية نهجًا تكنولوجيًا أكثر توازناً، إذ تتبنى عددًا أكبر من التقنيات، ولكن كل منها بدرجة أقل.
الشركات الألمانية
يشتهر صانعو السيارات الألمان بخبرتهم في بناء محركات الاحتراق، لذا فليس من الغريب أنهم يستخدمون الشحن التوربيني والحقن المباشر في كل طراز تقريبًا.
تعتمد الشركات الألمانية أيضًا بشكل كبير على عمليات نقل حركة عالية التروس قد تصل إلى 7 تروس أو أكثر، والتي لا يمكنها فقط توفير كفاءة أفضل للوقود، ولكن أيضًا منح السيارة سرعة أكبر، ولكن الجانب السلبي لهذه الطريقة هو أنها ربما تكون معقدة بشكل كبير.
إلى جانب ذلك، يستخدم صانعو السيارات الألمان ميزة بدء التشغيل التلقائي في العديد من سياراتهم، كما أنهم يتشابهون مع تويوتا من حيث اعتماد السيارات الهجينة.
الشركات الأمريكية وغيرها
يشبه النهج التكنولوجي لشركتي فورد وجنرال موتورز في توفير الوقود، نظيره الألماني من حيث استخدام الشحن التوربيني والحقن المباشر مع أكثر من 7 ناقلات حركة.
تستخدم جنرال موتورز الشحن التوربيني بشكل أقل، ولكنها تتميز باستخدامها العالي لتقنية إلغاء تنشيط الأسطوانة في 54٪ من الطرز التي تنتجها.
ويشار إلى تقنية إلغاء تنشيط الأسطوانة من قبل جنرال موتورز باسم الإدارة النشطة للوقود (AFM)، وتعمل هذه الميزة على غلق نصف أسطوانات المحرك أثناء القيادة الخفيفة.
وتشتهر جنرال موتورز بمحركاتها ذات الكتلة الصغيرة V8، والتي يمكن الحصول عليها في العديد من طرازات الشركة، وبالنظر إلى عدد الأسطوانات العالي لمحرك V8، فإن تقنية الإدارة النشطة للوقود تُعتبر حيلة ذكية لتحسين كفاءة استهلاك الوقود.
من ناحيتها، لا تعتمد شركة Stellanti، وهي عبارة عن كيان ناشئ من اندماج بين شركة Fiat Chrysler الإيطالية الأمريكية و Peugeot الفرنسية، على العديد من التقنيات باستثناء ناقل الحركة +7.
أما عن تسلا، فهي لا تستخدم أيًا من التقنيات الخاصة بتوفير الوقود، نظرًا لكونها صانع سيارات كهربائي خالص.
أهمية التقنيات
ساعدت التقنيات السابقة في جعل متوسط “ميلا في الغالون” للسيارة الجديدة يسجل أعلى مستوياته في السنوات الأخيرة.
وربما تصبح العديد من هذه الابتكارات قديمة بمرور الوقت، في ظل توجه صانعو السيارات للتخلص تدريجياً من محركات البنزين، ففي عام 2021، تعهدت ستة من كبار مصنعي السيارات بما في ذلك فورد ومرسيدس بنز وجنرال موتورز بالتوقف التدريجي عن بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2040.
على الجانب الآخر، تعتقد شركات أخرى مثل بورش أن محرك الاحتراق لا يزال له مستقبل، مشيرة إلى استخدام الوقود الاصطناعي كوسيلة للحد بشكل كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
لماذا يحلم الإنسان بأكثر من لغة؟
