بنجشير.. محافظة أفغانية تقع شمال كابول، مكان مليء بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تشبه المدن الأوروبية، وفي نفس الوقت تعتبر ملاذًا للمقاومة.
يبلغ عدد سكان إقليم بنجشير نحو 150 ألف نسمة، معظمهم من الطاجيك، نحو 98.9%.. تتميز بأهميتها الاستراتيجية، ووجود ممرات جبلية ملاءمة تربط المناطق الجنوبية والشمالية من البلاد.. فيما تجعل منها تضاريسها الوعرة وروافدها النهرية قلعة حصينة للمقاومة.
قبل نحو 20 عامًا دخل أبناء هذا الإقليم بقيادة أحمد شاه مسعود حربًا مع طالبان وتمكنوا من صدها ولم تتمكن الحركة من دخول الإقليم.
بعدما سيطرت طالبان على السلطة في أفغانستان مؤخرًا، تكرر الأمر نفسه.. هذه المرة بقيادة الابن أحمد مسعود، الذي يقود المقاومة لمنع سقوط آخر المدن الأفغانية في يد الحركة.
نحو 10 آلاف جندي من الجيش الأفغاني انضموا إلى مسعود، الذي أعلن أنه مستعد للتحدث مع طالبان، لكن الحركة أعلنت إطلاق عملية عسكرية لإنهاء المقاومة المتمركزة في هذا الإقليم.
[two-column]
يمكن الوصول إلى هذه المحافظة من خلال ممر ضيق من منطقة شاريكار في محافظة مجاورة، وفي هذا المكان وجه خصوم الحركة أول ضربة لطالبان، واستعادوا السيطرة عليها من مقاتلي طالبان الأسبوع الماضي، إضافة إلى الطريق المؤدي إلى الوادي الجبلي العميق.
[/two-column]
تمكنت القوات الموالية لأحمد مسعود من قطع الطريق الاستراتيجي الذي يربط كابول بأكبر مدينة في شمال أفغانستان، ما أدى إلى إعاقة عمليات إمداد طالبان.
مواجهة محتملة
وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم الحركة عبر تويتر، إن مقاتلي طالبان فرضوا حصارًا على قوات المقاومة، وأعلنت طالبان توجه مئات من مقاتليها إلى بنجشير التي يسكنها أغلبية طاجيكية، وسط رفض زعيمهم الاستسلام.
من جهته تعهد “مسعود” بمقاومة أي محاولة من طالبان لغزو بنجشير، مشيرًا إلى أنه وأنصاره يريدون حكومة تشمل الجميع وعدم دعم أي نظام شمولي في أرض أفغانستان.
ولم تتمكن طالبان من السيطرة على بنجشير خلال فترة حكمها الأولى بين عامي 1996 و2001، ويرجع هذا إلى المقاومة الشرسة التي يبديها “تحالف الشمال”، فضلًا عن الموقع الجغرافي للولاية وبسبب مدخلها الضيق.