وجدت دراسات حديثة، أن معظم المستهلكين الذين يحرضون على شراء السلع الكمالية غير الأساسية، ليسوا مقتدرين ماديًا، وليسوا في حال يسمح لهم بالترفيه، ولكنهم يقبلون على هذا السلوك بشكل مرضي، فمعظم هؤلاء يعانون من الكثير من الديون، بسبب سلوكياتهم الشرائية غير العقلانية.
ووفقًا للدراسات الحديثة في مجال علم النفس السلوكي، هناك سببين رئيسيين يدفعان المستهلكين لإنفاق أموالهم في شراء أكثر مما يحتاجون: السبب الأول أنهم يرغبون في تحسين حالتهم النفسية والشعور بالاقتراب من المتعة، والسبب الثاني هو الابتعاد عن الألم.
فبالنسبة لهؤلاء الناس شراء فستان جديد أو هاتف ذكي جديد بصرف النظر عن سعره باهظًا أم منخفضًا، أمر يشعرهم بالسعادة وهو ما يسمى بجرعة الدوبامين المؤقتة، ومشتتين عن أي مشاكل حقيقية تواجههم في الواقع.
وتقول الدراسات أنه من الصعب مقاومة الرغبة في الشراء، “الضغوط الشرائية”، لدى هؤلاء الناس، بالرغم من انهم يعلمون أنهم ليسوا بحاجة إلى شراء كل هذه الأشياء الجديدة.
وتطرقت الدراسات إلى أن بعض هؤلاء قد يواجهون مشكلات أكثر صعوبة، وذلك بسبب إصابتهم بما يسمى “أونيومانيا”، أي التسوق القهري لأنهم محكومون تمامًا بالإكراه على” الإنفاق ” إما لأنفسهم أو عن طريق الإهداء المفرط للآخرين.
المصابون بهوس الشراء أو “أونيومانيا”، يتعرضون لاضطرابات شديدة، مثل التوتر وفقدان السيطرة والشعور بالغيرة وتدني احترام الذات، هذه الدوامة النفسية تدفعهم لقضاء الوقت في البحث عبر الإنترنت، وزيارة المتاجر، والتلاعب في فواتير بطاقات الائتمان، وإخفاء المشتريات عن العائلة.
[two-column]
نسبة المصابين بالتسوق القهري في بريطانيا تتراوح من 8% إلى 16%، كما أن 22%، من سكان المملكة المتحدة، على الأقل قد اشتروا شيئًا عبر الإنترنت بعد رؤية إعلان عنه على وسائل التواصل الاجتماعي.
[/two-column]
هل للتكنولوجيا الحديثة دورًا في ذلك؟
هناك العديد من الأصوات التي تقول إن التكنولوجيا الحديثة، مسؤولة بشكل مباشر عن زيادة عدد حالات الإصابة بهوس الشراء أو إدمان التسوق، وتستند تلك الأصوات إلى الإحصائيات التي تفيد بأن الشخص العادي تعرض إلى 5000 إعلان يوميًا، إذ تلاحقه بشكل يسيطر على عقله حتى يستجيب ويقوم بالشراء.
ومن جانبها أجرت مجلة Royal Mail، البريطانية دراسة حول مسألة الإنفاق القهري، ووجدت أن نسبة المصابين به في بريطانيا من 8% إلى 16%، وأن أكثر من 1 من بين 5 مستهلكين، أي ما يعادل 22%، من سكان المملكة المتحدة، قد اشترى شيئًا عبر الإنترنت بعد رؤية إعلان عنه على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت الدراسة التي أجرتها المجلة البريطانية، إلى أن الشراء عبر الإنترنت باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في زيادة مستمرة، خاصة مع وجود المتسوقين الأصغر سنًا بنسبة 48%، إذ تشكل النساء ما يزيد عن 29% من بين المجموعات التي تزداد احتمالية شرائها منتجات بسبب الإعلانات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي السياق ذاته، تقول “باميلا روبرتس”، مديرة برنامج الإدمان في مستشفى “برايوري” البريطانية، إن من الصعب توجيه الاتهام إلى متاجر البيع بالتجزئة والتكنولوجيا أو التطبيقات نفسها، لأن هوس الشراء مرض غير محصور بمسألة الشراء عبر الإنترنت فقط، ولكن هذا لا يمنع أن زيادة عدد التطبيقات والمغريات سهلت على المدمنين البحث عن التسوق والحصول عليه”.
روشتة التخلص منه؟
وقدم فريق Priory Group، المتخصص في علاج “هوس الشراء”، بمجموعة من التوصيات التي تسهل على المدمن التعافي، ولكن بشرط اعترافه بوجود مشكلة أولاً، وجاءت التوصيات على النحو التالي:
إلغاء الاشتراك في المواقع والتطبيقات الخاصة بالتسوق، بل وحجبها أيضًا.
– إلغاء متابعة حسابات التواصل الاجتماعي التي تبرز مظاهر “المتعة المفرطة”.
– مراجعة الحساب المصرفي وتتبع الفواتير يوميًا.
– وقف التعامل ببطاقات الائتمان، والدفع نقدًا لجميع المشتريات.
– تحديد الهداف الشرائية بدقة، مع استشارة أحد أفراد العائلة.
– تغيير الروتين اليومي، والبحث عن هوايات جديدة للقضاء على الملل، مثل ممارسة الرياضة.
– بحث طرق تحسين الحالة المزاجية، وزيادة العمل على احتراق الذات، والثقة بالنفس.
اقرأ أيضاً
روبوتات التوصيل تخلص سكان مدينة بريطانية من ضغوط التسوق
“اشتر الآن وادفع لاحقا”.. BNPL طريقة التسوق الأسرع نموًا في العالم