منذ ظهور متحور كورونا الجديد، والذي يحمل اسم “أوميكرون”، ومع رصده لأول مرة في جنوب إفريقيا ينشغل العلماء بمعرفة ظروف نشأته، ومن أين جاء؟، وكيف تطور؟، وما مدى خطورته؟
ومن أهم الأشياء التي تم رصدها حتى الآن، هي إحتواء “أوميكرون”، على عدد هائل من الطفرات الجينية، ويذهب العلماء حتى الآن إلى احتمالية “الشخص الواحد”، بمعنى أن يكون المتحور قد أكتسب صفات جينية متطورة بسبب تحوره داخل شخص واحد، يعاني من ضعف في جهاز المناعة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، والأرجح أن هذا الشخص كان مصابًا، بفيروس نقص المناعة البشرية غير معالج.
ومن أبرز الأسئلة التي قد يطرحها الناس، لماذا يهتم العلماء بمعرفة من أين جاء “أوميكرون” وكيف تحور؟
الإجابة ببساطة هي أن تحديد مكان ظهور المتحور، وتوقيت تطوره، سيساعد في مساعي تقليل انتشاره والتي قد تشمل فرض تدابير مثل الإغلاق، أو المزيد من القيود على السفر، فكلما أسرع الخبراء في التعرف على المتحورات الجديدة، كلما كان الوقت كافيًا لمعرفة الجوانب التي تتعلق بسرعة الانتشار، ومدى الخطورة ومدى قدرة الجهاز المناعي على المقاومة.
ومن أهم الأمور التي تشغل العلماء دائمًا فيما يتعلق بظهور متحور جديد هي “كيف تحور؟”، هل اكتسب قدراته من خلال الاتحاد مع عناصر خارجية أخرى، أم تطور داخل شخص واحد يعاني من ضعف المناعة ثم بدء بالانتشار كما هو مرجح بالنسبة لـ “أوميكرون”.
[two-column]
عندما يعاني المصاب بالعدوى من ضعف المناعة، يُمنح الفيروس مساحة أكبر للمناورة والتحور، لأن الفيروس ينشط وينتعش، في ظل وجود جهاز مناعي معطل أو شبه معطل.
[/two-column]
كيف يتطور داخل شخص واحد؟
أثبتت الدراسات العالمية أن فيروس كورونا يمكن أن يستمر في الجسم لفترة طويلة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، بسبب أمراض مثل الإيدز، أو السرطان، فمع وجود مقاومة أقل في الجسم، تتهيأ للفيروس فرصة لاكتساب عدد من الطفرات، التي تتطلب عادة دورانًا أوسع داخل عدد أكبر من الأشخاص.
وفي هذا السياق يقول “رافي غوبتا”، من معهد كامبردج لعلم المناعة العلاجية، والأمراض المعدية، إن عدوى كورونا التقليدية تستمر داخل الجسم 7 أيام فقط، بسبب مقاومة الجهاز المناعي، وبالتالي فرصة التطور تكون ضئيلة، ولكن عندما يعاني المصاب من ضعف المناعة، يمنح الفيروس مساحة أكبر للمناورة والتطور مشددًا على أن الفيروس ينشط وينتعش، في ظل وجود جهاز مناعي معطل أو شبه معطل.
فرضية أخرى
هناك فرضية أخرى لنشأة “أوميكرون”، ولكنها لا تحظى بكثير من التأييد من قبل العلماء، وهي أن يكون قد جاء من مصدر حيواني، بمعنى أن الفيروس أصاب مجموعة حيوانات غير معروفة، ثم تحور داخلها قبل أن يصيب البشر مرة أخرى، كما حدث مع فيروس سارس – كوف -2 الأصلي.
أوميكرون في أسابيع قليلة.. كيف ظهر وماذا بعد انتشاره؟