يشَكّل التدخين تحديًا عالميًا رئيسيًا للصحة العامة، إذ يظل سببًا رئيسيًا للوفيات التي يمكن الوقاية منها، ودافعًا للإصابة بأمراض السرطان والقلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي في جميع أنحاء العالم.
تظهر بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لعام 2023 تباينًا كبيرًا في معدلات الانتشار اليومي للتدخين عبر 38 دولة عضوًا.
يبلغ متوسط معدل التدخين اليومي في دول المنظمة 14.8%، ويقصد بهذا المعدل أن حوالي 14.8 شخصًا من كل 100 شخص في الدول الأعضاء التي تبلغ أعمارهم 15 عامًا فما فوق، يمارسون التدخين بشكل يومي.
أين ينتشر التدخين أكثر؟
سجلت تركيا أعلى معدل يومي للتدخين بين السكان الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا فما فوق، بنسبة تصل إلى 28.3%.
تعني هذه النسبة أن أكثر من ربع السكان في الفئة العمرية المذكورة في تركيا يمارسون التدخين بشكل يومي، تليها اليونان والمجر، حيث سجلت كل منهما معدلًا مرتفعًا يقارب 24.9%.
توضح البيانات أن العديد من الدول الأوروبية لا تزال تسجل معدلات أعلى من المتوسط العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية البالغ 14.8%، وتشمل هذه البلدان فرنسا (23.1%) وسلوفاكيا (21.0%) والنمسا (20.6%).
بالمقابل، هناك دول تظهر تقدمًا ملحوظًا، حيث تأتي آيسلندا وكوستاريكا في الطرف الأدنى للقائمة، بمعدلات مدخنين يوميين تبلغ 6% أو أقل، وتظهر آيسلندا أدنى معدل عند 5.6%، تليها كوستاريكا بـ 6.2%.
يلاحَظ أن دولًا مثل الولايات المتحدة وكندا سجلت معدلات أقل بكثير من المتوسط، حيث بلغ المعدل في الولايات المتحدة 8.0% وفي كندا 9.8%.
وتمثل هذه الأرقام نجاحات جزئية لجهود الصحة العامة التي دفعت نحو سن اللوائح وتنفيذ حملات التوعية الفعالة للحد من التدخين.
مقارنةً بعام 2013، تظهِر معظم الدول الأعضاء تقدمًا ملموسًا في مكافحة التدخين.
شهدت معدلات التدخين اليومي انخفاضًا متوسطًا بنسبة 26% على مدى العقد الماضي، ومع ذلك، تؤكد مجموعة البيانات هذه على المخاطر المستمرة التي يشكلها التدخين على الصحة العامة.
وتشير البيانات إلى أن السياسات الوقائية وبرامج التوعية تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذه النجاحات.
ويدل التباين الكبير بين الدول على أن هناك حاجة لمزيد من الجهود المركزة والمستدامة لخفض معدلات التدخين إلى أدنى المستويات، خاصة في الدول التي ما زالت تسجل أرقامًا مقلقة مثل تركيا واليونان.
