تسهم المنطقة العربية بـ 4.5% فقط من الانبعاثات المسببة للاحترار العالمي، ورغم ذلك فإنها ستحتمل الآثار الأكبر لتغير المناخ.
أزمة في مصر والأردن
الأردن يعيش حالة غير مسبوقة من الفقر المائي، خاصة مع تراجع نصيب الفرد فيه من المياه إلى أقل من 100 متر مكعب سنويًا، مقارنة بـ 3400 متر مكعب في عام 1946.
وفي مصر كانت الزراعة هي أساس الاقتصاد لعدة قرون، إلا أن تغير المناخ تسبب في قلة المحاصيل هذا العام بسبب دودة الحشد الخريفية، والتي كانت نادرة الظهور من قبل.
ارتفاع درجة الحرارة في مصر أدى إلى انخفاض ناتج محصول الزيتون لهذا العام بنسبة تتراوح بين 60 إلى 80 بالمائة، إضافة إلى عدة محاصيل أخرى تراجعت إنتاجيتها بسبب الشتاء الذي أصبح أكثر دفئًا وأقصر مدة، ما يؤدي إلى خلل في منظومة الزراعة والمحاصيل ويؤثر على الاقتصاد الزراعي.
الفقر المائي
أظهر بحث لوكالة أبحاث الفضاء والطيران الأمريكية، أن المنطقة العربية تعيش جفافًا ممتدًا منذ أكثر من 20 عامًا، وهو الأطول من نوعه خلال ألف عام تقريبًا.
أما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فيحذر من أن استمرار موجات الجفاف وندرة المياه قد يعني انخفاض الزراعة في المنطقة العربية بنسبة 20% بحلول عام 2080.
وأشار البنك الدولي في دراسة أعدها عام 2017 إلى أن ندرة المياه الناجمة عن تغير المناخ ستكبِّد الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة خسائر تتراوح نسبتها بين 6 إلى 14 بالمائة بحلول عام 2050.
وانخفض نصيب الفرد من المياه خلال الـ55 عامًا الماضية، من 2600 متر مكعب إلى 600 متر مكعب سنويًا، وهو ما يضع معظم الدول العربية تحت خط الفقر المائي.
من المتوقع أن يؤدي فقر الزراعة وهجر مهنة الفلاحة في المنطقة العربية إلى نزوح الفلاحين وعائلاتهم إلى المدن العربية، ليتعزز ما بات يسمى بهامش أو حزام الفقر، الذي يتكون أساسًا من مناطق مكتظة بالنازحين تفتقر إلى الخدمات، ما يجعلها في نظر البعض قنابل موقوتة.
ما الحلول؟
تنصح المؤسسات الدولية دول المنطقة بالدخول في مشروعات إقليمية للاستفادة من المياه الجوفية، وبإعادة تدوير مياه الصرف الصحي والصرف الزراعي التي تذهب هدرا، واستخدامها لأغراض أخرى غير الشرب.
كما يحذر البنك الدولي من أن تكاليف مياه الشرب ومرافق الصرف الصحي في المنطقة، لا تزال من بين الأدنى عالميًا، ما يعني أن رفعها قد يؤدي لترشيد المياه.
ويبقى التحدي الذي يواجه المنطقة هو كيفية تمويل تلك المشروعات بما يضمن استمرار الزراعة والإنتاج المحصولي في المنطقة العربية التي تستورد 80% من احتياجاتها الغذائية من الخارج.
اقرأ أيضًا
كيف ساهم المناخ في تغيير شكل الطيور والحيوانات؟