تقنية أحداث جارية

الدولتان الأكثر مساهمة في الانبعاثات الكربونية تتعهدان بإنقاذ البشرية

تعد الولايات المتحدة والصين أعلى الدول في إنتاج الانبعاثات الكربونية الضارة بالمناخ، لكن الدولتين اتفقتا مؤخراً على زيادة التعاون لتقليل هذه الانبعاثات، ما يشير إلى وجود جهد متبادل في حل مشكلة الاحتباس الحراري، رغم التوترات والخلافات بينهما.

وفي مؤتمرات صحفية متتالية تتعلق بمحادثات المناخ للأمم المتحدة في غلاسكو، قال مبعوث المناخ الصيني زي جينوا، ونظيره الأمريكي جون كيري، إن البلدين سيعملان معاً لتسريع خفض الانبعاثات المطلوب لتحقيق أهداف اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ.

وقال زي: “من المفيد – ليس لبلدينا فقط ولكن للعالم بأسره – أن تتحمل قوتان رئيستان في العالم، الصين والولايات المتحدة، مسؤوليات والتزامات دولية خاصة.. نحن بحاجة إلى التفكير بشكل كبير وأن نكون مسؤولين.”

وأشار كيري إلى أن: “الخطوات التي نتخذها يمكن أن تجيب على أسئلة الناس حول الوتيرة التي تسير بها الصين، وتساعد كلينا على تسريع جهودنا”.

خطوات جديدة  

ووافقت الصين أيضًا للمرة الأولى، على اتخاذ إجراءات صارمة ضد تسرب الميثان، في أعقاب جهود إدارة بايدن للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، واتفقت بكين وواشنطن على التشارك التقني لتقليل الانبعاثات.

واتفقت الحكومات في باريس على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل مشترك بما يكفي للحفاظ على درجة الحرارة العالمية لتكون “أقل بكثير” من درجتين مئويتين (3.6 درجة فهرنهايت) منذ عصور ما قبل الصناعة، مع هدفٍ أكثر صرامة يتمثل في محاولة الحفاظ على الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية ( 2.7 درجة فهرنهايت).

وقال زي، إن الجانبين يدركان أن هناك فجوة بين الجهود المبذولة على الصعيد العالمي للحد من تلوث المناخ وتحقيق أهداف اتفاق باريس، “لذلك سنعزز بشكل مشترك العمل المناخي والتعاون فيما يتعلق بأوضاعنا الوطنية الخاصة”.

 

تعاون مشترك

تأتي بادرة حسن النية بعد أيام فقط من إلقاء الرئيس جو بايدن اللوم على الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عدم حضور المحادثات شخصياً لعدم إحراز مزيد من التقدم في مفاوضات المناخ.

وقال الإعلان إن الولايات المتحدة والصين ستُحْيِيَان مجموعة العمل التي ستجتمع بانتظام لمعالجة أزمة المناخ ودفع العملية متعددة الأطراف، مع التركيز على تعزيز الإجراءات الملموسة في هذا العقد.

وتعتزم كل من واشنطن وبكين إطلاع العالم على أهدافهما الوطنية الجديدة لعام 2035 في عام 2025، وهي خطوة ذات أهمية خاصة بالنسبة للصين. كما ذكر الإعلان أن الصين “ستبذل قصارى جهدها” لتسريع خططها لخفض استهلاك الفحم في النصف الثاني من هذا العقد.

جاء هذا الإعلان بينما كانت الحكومات من جميع أنحاء العالم تتفاوض في جلاسكو حول كيفية البناء على اتفاقية باريس للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحماية البلدان المعرضة للخطر من آثاره.

وأشار بعض الخبراء إلى أن الاتفاق كان يفتقر إلى الالتزامات التي من شأنها أن تقلل بشكل كبير من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مضيفين أن ذلك علامة جيدة على أن أكبر اثنين من البلدان المسببة للانبعاثات في العالم يمكنهما العمل معاً لمواجهة أكبر أزمة للبشرية.

 

اقرأ ايضا

تقرير أممي ينذر بـ “كارثة مناخية”

ماذا يعني الحياد الصفري لانبعاثات الكربون؟

لماذا أصبحت غامبيا رائدة في مواجهة التغير المناخي حول العالم؟