على الرغم من أن بطولة كأس العالم 2026 لا تزال تفصلنا عنها أكثر من عام، إلا أن خبراء السفر يحذرون من أن الولايات المتحدة قد تواجه صعوبات في تنظيم الحدث بفعالية ما لم تُنَفَّذ تغييرات جوهرية على نحو سريع.
رئيس اتحاد السفر الأمريكي، جيف فريمان، والرئيس التنفيذي لشركة MGM Resorts International، ويليام هورنباكل، أبديا مخاوف حقيقية بشأن قدرة النظام الأمريكي على التعامل مع التدفق الهائل للزوار الدوليين المتوقع خلال البطولة.
المخاوف تشمل تأخيرات طويلة في إصدار تأشيرات المشجعين، وتكدس في نقاط الدخول والجمارك بسبب نقص الموظفين والتقنية القديمة، إضافة إلى غياب التنسيق الفيدرالي اللازم لمثل هذا الحدث الضخم.
نقص استعدادات كأس العالم 2026
صرّح فريمان بأن الوقت ينفد، إذ لم يتبقَ سوى 16 شهرًا قبل انطلاق البطولة، مؤكدًا أن التنسيق بين الدول الثلاث المستضيفة (الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك) يحتاج إلى تنظيم أكبر.
وأكد أن هناك حاجة ماسة لتسريع الاستعدادات لضمان نجاح الحدث، مشددًا على أن الموارد يجب أن تُخصص لحل المشكلات العالقة.
البطولة التي تضم 48 منتخبًا لأول مرة في التاريخ ستنطلق في 11 يونيو 2026، حيث يُقام اللقاء الافتتاحي في ملعب أزتيكا بالمكسيك، ثم تستضيف الولايات المتحدة أولى مبارياتها في اليوم التالي بجنوب كاليفورنيا.
رغم أن الحكومة الأمريكية عملت على دعم ملف الترشح لاستضافة البطولة، إلا أن تحديات التنسيق بين الجهات المختلفة لا تزال قائمة.
من جانبها، أكدت الفيفا أنها تعمل عن كثب مع الحكومة الأمريكية لضمان سلاسة البطولة وتعزيز الفوائد الاقتصادية الهائلة التي ستجلبها.
تحديات السفر وتدفق الزوار
تتوقع التقديرات أن تستقطب البطولة بين 6 إلى 8 ملايين زائر دولي، مما قد يشكل ضغطًا هائلًا على المطارات والبنية التحتية.
من المتوقع أن يزداد عدد المسافرين عبر المطارات الأمريكية 50 ضعفًا مقارنة بعام 2024، وهو ما قد يؤدي إلى حالات ازدحام شديدة وتأخيرات طويلة.
يحذر المسؤولون من أن المرافق الحالية غير مجهزة للتعامل مع هذا العدد الكبير، حيث لم يتم تصميم النظام الحالي لاستيعاب هذا الطلب المتزايد.
البنية التحتية بحاجة إلى تحديث عاجل
يواجه قطاع الطيران الأمريكي تحديات إضافية تتعلق بنقص المراقبين الجويين، بالإضافة إلى استخدام أنظمة تكنولوجية قديمة تعتمد على الرادار بدلًا من تقنية GPS الحديثة.
كما أن أنظمة الفحص الأمني المتطورة لن تكون متاحة في جميع المطارات الأمريكية قبل عام 2042، مما قد يؤدي إلى فوضى وتأخيرات عند نقاط التفتيش.
مشكلات تأشيرات الدخول قد تعيق المشجعين
يُعد تأخير إصدار التأشيرات أحد أكبر العقبات التي تواجه المشجعين القادمين من دول مثل الأرجنتين، البرازيل، كولومبيا، وأوروغواي، حيث لا تنتمي هذه الدول إلى برنامج الإعفاء من التأشيرات الأمريكي.
ووفقًا للتقديرات، قد تستغرق مواعيد المقابلات للحصول على تأشيرة أكثر من عام، مما يهدد بعرقلة حضور آلاف المشجعين.
دور البيت الأبيض في مواجهة التحديات
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان في منصبه عند اختيار الولايات المتحدة لاستضافة البطولة، إلا أن الخبراء يرون أن إدارته لم تُظهر حتى الآن الجدية الكافية في التعامل مع التحديات اللوجستية.
ويؤكد فريمان وهورنباكل أن إنشاء فريق عمل فيدرالي خاص بكأس العالم 2026 داخل البيت الأبيض بات ضرورة ملحة لتنسيق الجهود بين الجهات المختلفة وضمان تجربة سلسة للزوار.
فرصة أم مخاطرة؟
تحذر التقارير من أن الفشل في إدارة الحدث قد يؤثر سلبًا على صورة الولايات المتحدة عالميًا، خصوصًا أن البلاد تستعد لاستضافة أحداث رياضية كبرى أخرى، مثل أولمبياد 2028 في لوس أنجلوس.
وفي هذا السياق، أكد هورنباكل أن الولايات المتحدة أمام فرصة استثنائية لاستعراض قدراتها التنظيمية، لكنه حذر من أن عدم الاستعداد قد يؤدي إلى “فوضى غير مسبوقة” تُسيء إلى سمعة البلاد كوجهة رياضية عالمية.