كشف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، بوريس جونسون، عن أن جده لأبيه كان مزارعًا للقطن في مصر، كاشفًا عن الأصول المختلفة التي يعود إليها.
وأشار جونسون في لقاء نشرته مؤسسة “القبس” الإعلامية إلى أن جده كان تركيًا أيضًا ووالد جده رجل يُدعى “علي كمال” والذي كان في العشرينيات قبل الحرب العالمية الثانية صحافيًا شهيرًا جدًا، ورجل سياسة مثيرًا للجدل في تركيا العثمانية.
وتابع: “جدي (عثمان علي) وهو والد والدي كان نصف تركي لأن والدته كانت سويسرية تقريبًا، وكان مزارعًا، وتقابل جداي في مصر وكان جدي مزارع قطن قبل الحرب العالمية الثانية”، مشيرًا: “لطالما كنت فخورًا بجذوري التركية وانتابني الفضول كثيرًا لاكتشاف المزيد عن أسلافي الأتراك، والحقيقة أن (علي كمال) رجل مثيرًا لجدل كثيرًا”.
واستكمل جونسون: “كان وطنيًا تركيًا وأراد تحديث النظام التعليمي التركي، إذ أراد أن يفعل ذلك لأنه كان وزير الداخلية والتعليم آنذاك في حكومة آخر سلطان لتركيا يُدعى عبد الحميد على ما أتذكر، لذا علي كمال كان صحافيًا ورجل سياسة ثم ارتكب خطأً فادحًا بعد الحرب العالمية الأولي”. وقال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق: “وقتها قال إنه على تركيا دعم المملكة المتحدة وكان مشككًا بشأن عراب تركيا الحديثة كمال أتاتورك، وكان ذلك خطأً استراتيجيًا فادحًا ودفع ثمنه باهظًا ففي وقت من الأوقات أعتقد بين عامي 1921 و1922، نُفي جدي الأكبر إلى دول مختلفة بما فيها المملكة المتحدة وحلب وإحدى لجزر في البسفور”.
#بوريس_جونسون: جدي تركي وكان مزارع قطن في مصر واصطدم مع أتاتورك
• لتحميل تطبيق شاشا عبر هذا الرابط🔻 https://t.co/HymbfzohUz pic.twitter.com/WgNIadkbuP
— القبس (@alqabas) February 10, 2025
جد جونسون “الخائن”
في أعقاب صعود بوريس جونسون إلى منصب رئيس الوزراء في المملكة المتحدة، تناولت وسائل إعلام تاريخ جده باعتباره “خائنًا” مشيرة إلى أن من أكثر الشخصيات المكروهة في تركيا، ولكن في المقابل دافع آخرون عنه بسبب تصديه لقضايا وجرائم كبرى كان من أبرزها قضية الأرمن آنذاك. ولا تزال قضية الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى محل جدال كبير، إذ إن الرواية الأرمنية تُشير إلى نهم تعرضوا للإبادة من قِبل طلعت باشا وزعماء الاتحاد والترقي، في حين تُشير الوثائق التركية إلى عدد الأرمن وقتها كان 600 ألف فقط وليست مليون ونصف كما تزعم الرواية الأخرى، وأن المليشيات الأرمنية متورطة في قتل الأتراك خلال الحرب.
وبشكل عام، عُرف علي كمال بأفكاره المتحررة وتبنيه لضرورة تقليص سيطرة الدولة العثمانية على العديد من المناطق وتحجيم نفوذ السلطان عبد الحميد، على الرغم من أنه كان حليفًا مقربًا منه. كما أنه كان من أبرز معارضي كمال أتاتورك وحربه ضد القوات الأوروبية التي فرضت سيطرتها على الدولة العثمانية بنهاية الحرب العالمية الأولى.
وبينما اختار كمال أن يبقى في المنفى في عام 1909 في لندن، كان مؤيدًا لسيطرة المملكة المتحدة على الأراضي العثمانية، معللًا ذلك بتخوفه من المستقبل الغامض الذي ينتظرها في هذا الوقت، ولكن أحلامه لم تتحقق إذ تمكّن أتاتورك من تحقيق الاستقلال وطرد القوات الأجنبية من الأناضول. بينما كان في المنفى، تزوج علي كمان من ويلفريد باران وهي إنجليزية من أب سويسري وأثمر الزواج عن عثمان كمال وهو جد جونسون المباشر، وبعد موت ويلفريد عاد كمال إلى تركيا ولم يراه ابنه منذ ذلك الحين فغير اسمه من عثمان إلى ويلفريد واختار اسمه الثاني جونسون نسبة إلى لقب والدته وصار إنجليزيًا وتزوج من سيدة إنجليزية وأنجبا ستانلي والد بوريس جونسون.
اقرأ أيضًا:
مليارديرات وأقطاب تقنية.. أبرز الحضور في حفل تنصيب ترامب
الأولى منذ ما يقرب من 5 سنوات.. إليك ما يجب أن تعرفه عن الانتخابات البريطانية
بعد مرور 3 سنوات.. هل حقق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أهدافه؟