سياسة

هل تستطيع إدارة ترامب إنهاء حرب أوكرانيا وروسيا؟

مع وصول ترامب للبيت الأبيض في ولايته الثانية تتعلق الأذهان بخطة يأتي بها ترامب من شأنها إنهاء حرب أوكرانيا وروسيا.. فمع الإعلان عن مشاركة كيث كيلوج، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون أوكرانيا وروسيا، في مؤتمر ميونيخ للأمن، ثارت تكهنات حول إمكانية طرح خطة لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. يأتي ذلك وسط تصاعد الجهود الدبلوماسية والضغوط السياسية لإيجاد تسوية للصراع الدامي بين موسكو وكييف.

ترامب وخطته لإنهاء الحرب

وفقًا لتقارير إعلامية، يتوقع أن يكشف كيلوج عن “خطة موثوقة” لإنهاء الحرب خلال المؤتمر، حيث أشار إلى أن ترامب لديه استراتيجية لإنهاء الصراع في غضون 100 يوم من توليه منصبه، وهو هدف يراه شخصيًا ومهنيًا ضروريًا. تشمل الخطة، بحسب مصادر مقربة، “تجميد الصراع وترك الأراضي المحتلة في حالة غير محسومة”، بالإضافة إلى تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا. ومع ذلك، لا تزال تفاصيل هذه الضمانات غير واضحة، كما أن فكرة ترك الأراضي في “اللامعلوم” قد تثير جدلًا واسعًا بين حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين.

ردود فعل أوكرانيا وروسيا على إنهاء الحرب

أوكرانيا مستعدة لإجراء المحادثات مع روسيا

من جانبه، صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه مستعد لإجراء محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شرط أن يكون للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دور في المفاوضات. وأضاف زيلينسكي أن كييف تكثّف اتصالاتها مع إدارة ترامب المحتملة، في خطوة تعكس رغبتها في فهم موقف واشنطن الجديد تجاه الحرب.

الكرملين مستعد للتفاوض مع كييف كذلك

أما الكرملين، فقد أبدى استعداده للتفاوض مع أوكرانيا، رغم رفض بوتين الرسمي للتعامل مع زيلينسكي بسبب انتهاء فترته الرئاسية. ومع ذلك، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن زيادة في التواصل بين موسكو وواشنطن، في إشارة إلى تحركات دبلوماسية غير معلنة تهدف للوصول إلى تفاهمات.

ضغوط ترامب على كييف وموسكو

أحد أبرز جوانب الخطة المحتملة هو “الضغط على الجانبين، كييف وموسكو، للجلوس إلى طاولة المفاوضات”، وفقًا لما أشار إليه كيلوج في مقابلات سابقة. وأوضح أن الطرفين سيحتاجان إلى تقديم تنازلات لإنهاء النزاع، مما قد يعني تغيرًا جذريًا في السياسة الأميركية تجاه الحرب.

مؤتمر ميونيخ وإنهاء حرب أوكرانيا

من المتوقع أن يكون مؤتمر ميونيخ للأمن، المقرر عقده بين 14 و16 فبراير، منصة رئيسية للإعلان عن موقف إدارة ترامب المستقبلية تجاه الصراع الأوكراني. إلى جانب كيلوج، سيشارك في المؤتمر نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، ما يعكس الأهمية التي توليها واشنطن لهذا الملف.

يبقى السؤال الأهم

هل يملك ترامب خطة فعلية وقابلة للتنفيذ لإنهاء الحرب في أوكرانيا؟ أم أن الحديث عن السلام من خلال القوة مجرد شعار انتخابي؟ الأيام القادمة، وتحديدًا خلال مؤتمر ميونيخ، قد تكشف مدى جدية هذه الخطة وتأثيرها على المشهد الدولي.