صحة

هل تؤثر حروق الشمس في العين؟

تتعدد الأضرار التي يمكن أن تتركها أشعة الشمس على جسم الإنسان، ولكن بينما يهتم الكثير منا باستخدام الواقي الشمسي لتجنب حروق الجلد باعتباره المتأثر الأكبر، تبرز العين كأحد الأجزاء المتضررة وخصوصًا شبكية العين.

وفي حين أن الجلد قد يُصاب بحروق وطفح مؤلم، قد تتسبب أشعة الشمس في التهاب العين، بحسب الخبراء، إذ إنها من بين الجزاء الحساسة في أجسامنا. ويُعرف هذا العرض على العين باسم “التهاب القرنية الضوئي”، وفق أخصائي البصريات في المركز الطبي لجامعة شيكاغو، ستيفن كوان.

لماذا تُصاب العين بحروق الشمس؟

بحسب ما نقله موقع “لايف ساينس”، يحدث التهاب العين أو التهاب القرنية الضوئي نتيجة التعرض الطويل لأشعة الشمس فوق البنفسجية بدون ارتداء وسيلة حمية مثل النظارات الشمسية، ما ينتج عنه حروق للخلايا الظهرية للقرنية، وفق كوان. وتُعد القرنية بمثابة السطح الخارجي للعين وهي بمثابة الزجاج الموجود على وجه ساعة اليد، وهو مسؤول عن حماية كل الأجزاء الموجودة تحته، بحسب وصف الدكتور إيسن أكبيك ، أستاذ طب العيون في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز.

وتتشكّل القرنية من 5 طبقات هم: الظهارة، وطبقة بومان، والسدى، وغشاء ديسميه، والبطانة. وتتسم الطبقة الخارجية برقتها الشديدة وهي تحمي العين من الغبار والماء والبكتيريا. كما أنها توزع الأكسجين والمواد المغذية الممتصة من الدموع إلى بقية القرنية. وعند تعرض العين للشمس وتحديدًا الأشعة فوق البنفسجية، تبدأ طبقة الظهارية في فقدان مرونتها ويسقط جزء منها، وفق أكبيك. وفي بعض الحالات تسقط الطبقة الخارجية بالكامل ما يسبب في ألم شديد نتيجة وجود ضفيرة عصبية أسفل الظهارية مباشرة.

وتتشابه الخلايا الظهارية مع الخلايا الموجودة في جلدنا، وهي معرضة للالتهاب والموت والتساقط والنمو مرة أخرى وهي عملية طبيعية، بحسب أكبيك. ولكن في نفس الوقت هناك معدل معين لتجدد الظهرية، إذ إنها تنمو بشكل أضعف عندما تموت بالكامل وبالتالي تظل القرنية عارية ما يتسبب في تأثيرات مضاعفة لحروق الشمس.

تداعيات التهاب العين نتيجة حروق الشمس

تموت الخلايا الظهارية عند التعرض لمستويات منخفضة من الأشعة فوق البنفسجية، ولكن عند التعرض لمستويات عالية قد يحدث التهاب العين بشكل أكبر وتموت الخلايا الجذعية المسؤولة عن إنتاج خلايا جديدة ما يؤدي إلى تليف القرنية وبالتالي العمى، وعلى الرغم من أنها حالة نادرة إلا أنها واردة الحدوث. وفي أغلب الأحيان، يختفي التهاب القرنية من تلقاء نفسه ولكنه قد يترك ألمًا شديدًا في العين واحمرار وضعف الرؤية وتورم وصداع، بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون. وتتكاثر تلك الحالة بين الأشخاص الذين لا يرتدون وسيلة حماية مناسبة للعين أثناء الأنشطة التي تعرضهم للأشعة فوق البنفسجية الشديدة، مثل اللحام.

وقد ينتج التهاب العين أو حروض الشمس أيضًا بين الأشخاص الذين لديهم هوايات أو مهن متعلقة بالثلوج، ويتزايد لديهم خطر الإصابة بما يسمى “العمى الثلجي” إذ تنعكس الأشعة فوق البنفسجية عن الثلج وتتلف القرنية. وهذا العرض شائع في المناطق ذات الغطاء الثلجي مثل القطبين والمناطق الجبلية. وقد يحدث تلف القرنية نتيجة لبعض الأنشطة التي تؤدي للتعرض إلى نسب بسيطة من الأشعة فوق البنفسجية، مثل ركوب القوارب والبستنة، إذ تنعكس أشعة الشمس على المياه أو الرمال. ولذلك ينصح الخبراء بارتداء النظارات الشمسية وقبعات تحجب 100% من أشعة الشمس.

وقد يؤدي التهاب العين “القرنية الضوئي” الناتج عن حروق الشمس إلى تكوين أورام داخل العين بنفس الطريقة التي تزيد فيها أشعة الشمس من تكون أورام في الجلد. وقد تظهر تلك الأورام في الجفن وهو بشكل علمي أحد أنواع سرطان الجلد. وأكد كوان أن الخطر متواجد في فصل الشتاء مثل الصيف بالضبط.

اقرأ أيضًا: النظارات المانعة للضوء الأزرق والتمارين.. هل تحافظ على صحة العين حقًا؟