تعد العمارة النجدية جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية والمعمارية في العاصمة السعودية الرياض، حيث يتجلى الطراز السلماني كأحد أبرز أساليب التصميم التي جمعت بين الأصالة في البناء والحداثة في التقديم. ومن بين العناصر المميزة التي تعكس هذا التزاوج الفريد، يأتي الليوان ليكون رمزًا للتراث العريق بلمسة عصرية حديثة.
الليوان هو جزء من البيت النجدي، يبرز كمساحة متعددة الاستخدامات تجمع بين الجمال والوظيفة. يُعرَف في الطراز السلماني كمزيج متوازن بين التصميم التقليدي والمبتكر، إذ يعتمد على طرق البناء المحلية باستخدام مواد بيئية، مع تحسينات تتناسب مع الاحتياجات المعاصرة. ويعكس الليوان في تصميمه أشكالًا تراثية حديثة متنوعة تدمج بين الماضي والحاضر.
يتألف الليوان من عدة مكونات أساسية، من بينها:
أما الجوانب الخارجية للليوان فتتميز بوجود أعمدة متصلة بجدار منخفض مزين بالشرفات، مما يشكل حدودًا بصرية وجمالية مع الفناء. الجانب الداخلي للجدران يحتوي على نقوش جبسية جميلة وفتحات متنوعة، منها النوافذ، والأرفف المخصصة للكتب والمصاحف، وأماكن لتخزين الأدوات.
تميزت البيوت النجدية بأسولبها البسيط والمستوحى من البيئة الصحراوية والمناخ القاسي. يتكون البناء عادة من دور أو دورين، ويضم أفنية داخلية غير مسقوفة تحيط بها الغرف. ومن أبرز سمات العمارة النجدية كثرة الزخارف الداخلية التي تظهر في النوافذ والأبواب والأسقف، مع استخدام ألوان زاهية تعكس الطابع الثقافي للمنطقة.
أصبح الليوان في الطراز السلماني معلمًا بارزًا يعبر عن تطور العمارة في الرياض. فهو يجسد روح الابتكار مع الحفاظ على هوية التراث السعودي، ليكون شاهدًا حيًا على قدرة المعمار النبطي على مواكبة العصر مع الاحتفاظ بجذوره العميقة.
الليوان ليس مجرد عنصر معماري، بل هو انعكاس للهوية الثقافية والتراثية التي تمتزج مع التحديث العصري. ومن خلال تصميماته الفريدة، يظل الليوان رمزًا للأصالة والحداثة في آنٍ واحد، يمثل الروح الحقيقية للبيت النجدي وطراز العمارة السلمانية في الرياض.