تجددت في اليابان حالة من القلق ممزوجة بالخوف الحقيقي، حيث استعدت الأذهان هناك تنبؤ فنانة قصص مصورة “مانغا” بعد أن أصدرت السلطات منتصف هذا الأسبوع تحذيرات من موجات تسونامي إثر الزلزال العنيف الذي ضرب سواحل روسيا بقوة 8.8 درجة.
يأتي هذا الخطر الواقعي ليصب الزيت على نار الهلع الذي أشعلته “نبوءة” انتشرت على نطاق واسع وتسببت في خسائر اقتصادية، مصدرها كتاب مانغا ياباني قديم تنبأ بوقوع كارثة كبرى في شهر يوليو 2025.
وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية تحذيراتها بالفعل، وطلبت من سكان المناطق الساحلية توخي الحذر والابتعاد عن الشواطئ، إثر الزلزال الذي وُصف بأنه الأقوى منذ عقود.
ورغم أن موجات التسونامي التي وصلت اليابان كانت محدودة الارتفاع، إلا أن مجرد صدور التحذير الرسمي في نفس الشهر الذي حددته النبوءة، أعاد للأذهان حالة الذعر التي عاشتها البلاد قبل أسابيع قليلة.
تعود القصة إلى كتاب مانغا شهير يحمل اسم “المستقبل الذي رأيته”، للرسامة ريو تاتسوكي، والذي حقق انتشارًا هائلًا بعد أن ربط القراء بين تنبؤاته وكوارث وقعت بالفعل.
واكتسبت هذه المانغا شهرتها الأسطورية من غلاف طبعتها الأولى عام 1999، الذي أشار بدقة مذهلة إلى “كارثة كبرى في مارس 2011″، وهو نفس تاريخ وقوع زلزال وتسونامي توهوكو المدمر.
وكانت هذه المانغا قد تسببت في وقت سابق من هذا الشهر في تراجع حاد في أعداد السياح القادمين من هونغ كونغ وتايوان، وإلغاء بعض شركات الطيران لرحلاتها، خوفًا من تحقق النبوءة التي تحدثت عن وقوع كارثة في الخامس من يوليو.
وقدّر متخصصون في قطاع السياحة أن الشائعات وحدها كلّفت القطاع خسائر ملموسة، حتى قبل أن يقع أي حدث حقيقي.
وعلى الرغم من النفي الرسمي من مؤلفة المانغا نفسها، التي أكدت مرارًا أنها “لا تتنبأ بشيء حقيقي”، وتأكيد علماء الزلازل على استحالة التنبؤ بالكوارث علميًا، إلا أن تزامن التحذير الحقيقي من التسونامي مع شهر النبوءة المزعومة، خلق حالة فريدة من نوعها.
ووجد الكثير من اليابانيين والسياح أنفسهم عالقين بين الحقيقة العلمية والشعور الغريب بأن الخيال قد لامس الواقع بشكل مخيف، مما جعل الأجواء في البلاد مشحونة بالترقب.