صحة

الصدمة النفسية.. أعراضها وطُرق علاجها

الصدمة النفسية.. أعراضها وطُرق علاجها

أحيانًا ما نسمع أن شخص ما يعاني من صدمة نفسية أو ما يُطلق عليها باللغة الإنجليزية Trauma وهي حالة قد تكون مزعجة بدرجة كبيرة وتضطر صاحبها للانعزال في بعض الأوقات وتجنب التعامل والتواجد بين البشر.

وتؤدي الصدمات النفسية لشعور الشخص بعدم الأمان والعجز، وتجعله يكافح في الكثير من الأحيان مع المشاعر المزعجة والذكريات والقلق ويمكن أن تعزز من شعور عدم الثقة بالآخرين. وتتعدد أسباب الإصابة بالصدمات النفسية، كما تختلف الصدمات النفسية من نوع لآخر، فبعضها يختفي خلال أسبوعين إلى ثلاثة، فيما يستمر البعض الآخر لفترات أطول بكثير.

أسباب الصدمة النفسية

هناك 3 أسباب رئيسية للإصابة بالصدمة النفسية وهي:

  1. أحداث قوية تقع مرة واحدة.. مثل التعرض لحادث عنيف أو هجوم أو إصابة وخصوصًا إذا حدثت في مرحلة الطفولة أو بشكل مفاجئ.
  2. الضغوط المستمرة.. وله عدة أوجه مثل التعرض لمشكلات بشكل مستمر أو الإصابة بمرض مهدد للحياة أو التعرض للعنف المنزل أو الإهمال في فترة الطفولة.
  3. أحداث يتم تجاهلها.. مثل انهيار علاقة أو فقدان شخص قريب أو التعرض لتجربة مخيبة للآمال.

وفي الكثير من الأحيان لا يكون الشخص ضحية مباشرة أو مستهدفًا بشكل مباشر من تلك الأحداث، وهو ما يجعل الكثيرين عُرضة للشعور بضغوط نفسية نتيجة مشاهدة صور أو أخبار لحادث تحطم طائرة أو عملية إرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أعراض الصدمة النفسية

هناك عدة أعراض للصدمة النفسية بعضها معنوي وبعضها جسدي وهي:

الأعراض النفسية

  1. الصدمة أو الإنكار أو عدم التصديق.
  2. ارتباك وصعوبة التركيز.
  3. الغضب والانفعال وتقلب المزاج.
  4. القلق والخوف.
  5. الشعور بالذنب، والعار، واللوم الذاتي.
  6. الانسحاب من الآخرين.
  7. الشعور بالحزن أو اليأس.
  8. الشعور بالانفصال أو الخدر.

الأعراض الجسدية

  1. الأرق أو الكوابيس.
  2. تعب.
  3. الشعور بالمفاجأة بسهولة.
  4. صعوبة التركيز.
  5. نبضات القلب المتسارعة.
  6. العصبية والانفعال.
  7. آلام وأوجاع.
  8. توتر العضلات.

علاج الصدمة النفسية

أيًا كان سبب الصدمة النفسية وموعد حدوثها سواء كان من أيام قليلة أو سنوات بعيدة، فإنه يمكن علاجها حتى يتمكن الشخص من مواصلة حياته. وعادة ما تستمر أعراض الصدمة من أيام إلى عدة أشهر، وتبدأ بعد ذلك في التلاشي وربما يتبقى لها آثارًا خفيفة مثل تذكرها من وقت لآخر أو استعادة المشاعر والذكريات المؤلمة عن التعرض لمحفز مثل ذكرى معينة ترتبط بالصدمة.

ولكن إذا وجد الشخص أن الأعراض لا تتحسن بل وأصبحت أسوأ وشعر بأنه لا يمكنه تجاوز الصدمة فيمكن أن يُعتبر ذلك “اصطراب ما بعد الصدمة” وفي الحالة التي يُصبح فيها الشخص غير قادر على استيعاب ما يحدث أو معالجة مشاعره نتيجة لاضطراب الجهاز العصبي.

وعمومًا يتعين على الناجين من أي حدث مؤلم التأقلم مع إحساس عدم الأمان حتى ولو بشكل مؤقت، وإعطاء مساحة للحزن حتى يمكن التعافي من الصدمة.

نصائح لتجاوز الصدمة النفسية

هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن أن تساعد على تجاوز الصدمة النفسية ومنها:

تحريك الجسم

عادة ما تدفع الصدمة النفسية جسم الشخص للشعور بعدم التوازن وتجعله في حالة دائمة من الإثارة المفرطة والخوف، ولذلك قد تكون الرياضة من العوامل التي تساعد إصلاح الجهاز العصبي من خلال إفراز الأدرينالين والإندروفين. ويمكن اعتماد 30 دقيقة يوميًا من الرياضة والتي تتضمن التمارين الإيقاعية مثل المشي والجري والسباحة ولعب كرة السلة والرقص. ويمكن أن يساعد أيضًا منح المزيد من الإحساس بالحركات والتركيز على حركة الجسد خلال الرياضة.

تجنب الانعزال

قد تدفع الصدمات النفسية الشخص للانعزال والابتعاد عن التجمعات البشرية، ولكنه أمر يزيد من صعوبة تجاوز المحنة، لذا يجب على الشخص المصاب بالصدمة تجنب العزلة وقضاء وقت كبير بمفرده ولكن لا بد من التواصل مع الآخرين ولكن مع تجنب الحديث عن الأزمة النفسية. ويوصي الخبراء بطلب الدعم من المتخصصين الذين يمكن للشخص مشاركة مشاعره معه ويمنحه فرصة للإنصات دون فرض أحكام، كما ينصح المتخصصون بالمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتواصل مع الأصدقاء القدامى أو التطوع أو تكوين صداقات جديدة.

مراعاة الجهاز العصبي

من خلال اعتماد إجراءات لتهدئة النفس مثل التنفس ببطء عند الارتباك أو الشعور بالانزعاج، وحماية المدخلات الحسية بالابتعاد عن الروائح والمشاهد التي تحفز ذكرى الصدمة، أو اللجوء إلى سلوكيات أخرى قد تساعد على تهدئة الجهاز العصبي مثل مداعبة الحيوانات أو الاستماع إلى الموسيقى.

الاعتناء بالصحة

من خلال الحصول على قدر كاف من النوم وتجنب الكحول والمخدرات وتناول نظام غذائي متوازن والابتعاد عن التوتر.

اقرأ أيضًا: ما هو اضطراب ما بعد الصدمة.. وكيف تكتشف الإصابة به؟