صحة علوم

اكتشاف جديد يحد من خطر 14 نوعًا من السرطان

أطعمة غنية بالأحماض الدهنية

 

توصلت دراسة حديثة إلى أن الأحماض الدهنية أوميجا-3 وأوميجا-6، قادرة على تقليل خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان.

وخلصت الدراسة التي حملت عنوان «أوميجا-3 وأوميجا-6: أبطال الخفاء في الوقاية من السرطان»، إلى نتائج مذهلة قد تغير بشكل جذري طريقة فهمنا للعلاقة بين التغذية وأمراض السرطان، حيث اكتشف الباحثون علاقة بين مستويات الأحماض الدهنية أوميجا-3 وأوميجا-6 في الدم وانخفاض خطر الإصابة بـ 14 نوعًا من السرطان، من بينها أنواع شائعة مثل سرطان القولون والمعدة والرئة.

ويعد هذا الاكتشاف، الذي نشر في «المجلة الدولية للسرطان»، أكتوبر الماضي، إنجازًا مهمًا، حيث أظهر الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من هذه الأحماض الدهنية في دمائهم كانوا أقل عرضة للإصابة بأنواع السرطان التي تصيب أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الدماغ، المثانة، الكلى، والغدة الدرقية.

الأبطال الخفيون

تعد الأحماض الدهنية أوميجا-3 وأوميجا-6 من العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على وظائفه الصحية، لكن دراسات عديدة لم تفحص بشكل دقيق مدى تأثير هذه الأحماض على صحة الإنسان من منظور السرطان، ومع ذلك، فإن هذه الدراسة التي أجريت على أكثر من 250 ألف شخص من المشاركين في قاعدة بيانات «UK Biobank» البريطانية على مدار ما يقارب 13 عامًا، أظهرت نتائج مثيرة يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في مستقبل الوقاية من السرطان.

ويقول كايشيونج كالفن يي، مؤلف الدراسة والأستاذ في قسم الوراثة بجامعة جورجيا، إن هذه النتائج «تؤكد ما كانت تشير إليه الدراسات السابقة»، لكنه أشار أيضًا إلى أن هذه الدراسة تجاوزت بعض القيود التي واجهتها الدراسات السابقة مثل الاعتماد على البيانات الذاتية أو صغر حجم العينات.

ويشرح يي أن الأحماض الدهنية أوميجا-3 وأوميجا-6 تتشارك في بعض الخصائص البيولوجية والتفاعلات الكيميائية في الجسم، لكن لكل منهما دورًا مميزًا، حيث إن أوميجا-3، التي توجد بكثرة في الأسماك الزيتية مثل السلمون والسردين، لها تأثيرات كبيرة على صحة الدماغ والقلب، بينما أوميجا-6، التي توجد في الزيوت النباتية مثل زيت دوار الشمس والمكسرات، تُساهم بشكل رئيسي في تعزيز المناعة وصحة الجلد، وعلى الرغم من أن الجسم لا يستطيع إنتاج هذه الأحماض من تلقاء نفسه، فإن النظام الغذائي هو المصدر الوحيد للحصول عليها.

ومن خلال متابعة الأشخاص المشاركين في الدراسة، اكتشف الباحثون أن تناول كميات أكبر من الأحماض الدهنية أوميجا-3 وأوميجا-6 يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالسرطان، ولكن هناك نقطة مهمة ظهرت وهي أن «النسبة بين أوميجا-6 وأوميجا-3» تلعب دورًا أساسيًا، فقد أظهرت الدراسة أن النسبة المثلى لهذه الأحماض تتراوح بين 1:1 و2:1 لتقليل المخاطر الصحية، وعندما تكون النسبة أعلى من ذلك، قد يزيد خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

ومن المثير للاهتمام أن تأثير أوميجا-3 وأوميجا-6 يختلف بين الجنسين والفئات العمرية، حيث أظهرت الدراسة أن أوميجا-3 كانت أكثر فاعلية في الوقاية من السرطان في الفئة العمرية الأصغر سنًا وفي النساء، أما أوميجا-6، فكانت أكثر تأثيرًا في الرجال وكبار السن والمدخنين، ولكن كانت هناك أيضًا بعض النتائج غير المتوقعة، مثل زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال الذين لديهم مستويات عالية من أوميجا-3، وهو أمر لا يزال الباحثون غير قادرين على تفسيره بشكل كامل.

رأي خاطئ

وعلى الرغم من أن أوميجا-3 تحظى بشعبية كبيرة في الأوساط الصحية، فإن أوميجا-6 لم تحظ بالاهتمام نفسه، بل إن هناك من يروج لاعتقاد أن الأحماض الدهنية أوميجا-6 قد تكون مسببة للالتهابات أو تساهم في أمراض القلب، ولكن هذا الرأي لا يتماشى مع ما أكده العديد من الخبراء، وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، تعد أوميجا-6 ضرورية لصحة القلب عندما يتم تناولها بكميات معتدلة.

ولكن الفيصل فيما يبدو أنه أساسي في الوقاية من السرطان، بالإضافة إلى تناول كميات كافية من أوميجا-3 وأوميجا-6، هو التوازن بين هذين النوعين من الأحماض، فالدراسات تشير إلى أن التوازن الجيد بين الأحماض الدهنية قد يكون له تأثير وقائي أكبر من تناول كميات كبيرة من أحدهما دون الآخر.

كيف يمكنك زيادة أوميجا 3 و6

وتشير مصادر تغذية متعدد إلى أنه يمكن زيادة تناول أوميجا-3 عبر تناول الأسماك الزيتية مثل السلمون والسردين، وكذلك بذور الشيا، الجوز، وبذور الكتان، أما للحصول على أوميجا-6 فيأتي من الاعتماد على الزيوت النباتية مثل زيت دوار الشمس أو بذور اليقطين، إضافة إلى المكسرات مثل اللوز والكاجو.

لكن الباحثين ينصحون بتناول الأطعمة الطبيعية للحصول على هذه الأحماض بشكل متوازن، بدلًا من اللجوء إلى المكملات الغذائية، التي قد لا تقدم نفس الفوائد الصحية.