عن عمر يناهز المائة، توفي، اليوم الاثنين، الأمريكي آرون ت. بيك، الذي يعتبر مبتكر نهج “العلاج” الإدراكي الذي تم تطويره منذ ستينيات القرن الماضي، وأحدث ثورة في الطب النفسي.
ورحل آرون ت. بيك في منزله بفيلادلفيا شمال شرقي الولايات المتحدة، حسب ما أوضحت ابنته جوديث، وهي رئيسة “معهد بيك” الذي درب آلاف المتخصصين في العلاج الإدراكي، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ما هو العلاج الإدراكي؟
يعرف بأنه إحدى طرائق العلاج النفسي التي تهدف، وعبر التفاعل النشط وتبادل الخبرات بين المريض والأخصائي النفسي، إلى مساعدة المريض على إدراك وتفسير طريقة تفكيره السلبية، وجعلها طريقة أكثر إيجابية وواقعية.
وخلافاً لنهج التحليل النفسي الذي كان نتاج أعمال سيغموند فرويد ويتمحور حول اللاوعي من خلال تشجيع المرضى على سرد ذكرياتهم، يركز العلاج الإدراكي على الحاضر، ويحض المرضى على الإفصاح عن نظرتهم إلى أوضاع معينة بهدف تحديد هذه الأفكار تمهيداً لتعديلها.
ما طبيعة العلاج الإدراكي؟
تسير جلسات العلاج الإدراكي أو “العلاج المعرفي السلوكي” وفق خطوات محددة يمكن ترتيبها كالتالي: في بداية العلاج، يبحث المريض مع المعالج النفسي المشكلات التي يعانيها، وعند التعرف على هذه المشكلات، يتم الاتفاق على محتوى الجلسات والتحدث عن الطريقة التي ستستخدم لمعالجة هذه المشكلات.
وخلال الجلسات، قد يؤدي المريض بعض التمارين مع المعالج من أجل استخلاص الأفكار والمشاعر التي تراوده، والسلوكيات التي يتصرف بها، فيما قد يتم الاتفاق في نهاية كل جلسة على بعض التمارين التي يُطلب من المريض تنفيذها وحده خارج عيادة الطبيب.
وفي بداية الجلسة التالية، يبدأ المعالج بالمرور على النتائج التي حصل عليها المريض من الجلسة الماضية، ومناقشة التحسن الذي طرأ عليه.
[two-column]
يهدف العلاج الإدراكي إلى مساعدة المريض على إدراك وتفسير طريقة تفكيره السلبية، وجعلها طريقة أكثر إيجابية وواقعية
[/two-column]
ومن أبرز المشكلات النفسية التي يمكن تجاوزها بالعلاج المعرفي السلوكي: المشكلات المتعلقة بالغضب، القلق ونوبات الهلع، اضطرابات الشخصية، الاكتئاب، تعاطي المواد المخدرة والمشكلات المتعلقة بها، اضطرابات تناول الطعام، اضطراب الوسواس القهري، الرهاب “الفوبيا”، اضطراب التوتر التالي للصدمة، الذهان وما يشتمل عليه من هلوسات، الفصام، اضطرابات النوم.
ما المشكلات التي قد يواجهها المريض خلال العلاج الإدراكي؟
وقد يواجه المريض بعض الصعوبات عند تلقيه العلاج، منها أنه لا يعد العلاج المعرفي السلوكي علاجاً سريع المفعول، فالطبيب النفسي يعمل كالمدرب الشخصي الذي ينصح المريض ويشجعه لكنه لا يستطيع القيام بأي شيء بدلاً منه.
وقد يصعب على المريض التركيز أثناء الجلسات إن كان مصابا بالتوتر أو الحزن، بالإضافة إلى أنه يحتاج المريض إلى مواجهة مسببات القلق الذي يعيشه من أجل تخطيه بشكل نهائي، الأمر الذي قد يثير مخاوفه.