تزداد خطورة العدوى البكتيرية يومًا تلو الآخر، حيث أصبحت المضادات الحيوية التي يعتمد عليها الأطباء في التصدي لهذه العدوى أقل فعالية بشكل متزايد، وذلك في ظل الارتفاع المتزايد في مقاومة البكتيريا لهذه الأدوية.
وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تتطور البكتيريا فتقاوم للأدوية المستخدمة لعلاجها. الأمر الذي يبدو طبيعي نتيجة لتغيرات جينية في مسببات الأمراض، يزيد من حدته سوء استخدام المضادات الحيوية من خلال الإفراط في تناولها للوقاية والسيطرة على العدوى في البشر والحيوانات والنباتات.
معدلات المقاومة عبر الزمن
وفقًا لمعهد MSCI للاستدامة، ارتفعت معدلات مقاومة المضادات الحيوية الرئيسية من حوالي 16% في عام 2001 إلى 44% في عام 2020. مما يعني أن ما يقرب من نصف العدوى لم يعد تستجيب للمضادات الحيوية التقليدية المستخدمة لعلاجها، ويعتقد العديد من الخبراء أن بعض هذه المضادات الحيوية الرئيسية، مثل الأموكسيسيلين والسيفاليكسين، قد تُفقد فعاليتها بسبب المقاومة خلال السنوات الخمس عشرة القادمة.
تأثير مقاومة المضادات الحيوية
مع عدم فعالية العلاجات لأمراض مثل الالتهاب الرئوي أو التهابات المسالك البولية في بعض الحالات، تزداد مخاطر الأمراض والوفيات، وتشير التقديرات إلى أن مقاومة المضادات الحيوية تؤدي مباشرة إلى وفاة حوالي 1.3 مليون شخص سنويًا.
علاوة على ذلك، تخلق مقاومة المضادات الحيوية تغييرات اقتصادية، فالشركات التي تفشل في معالجة مقاومة الجراثيم قد تواجه أضرارًا في سمعتها، ما يتيح في الوقت نفسه فرصًا للمستثمرين لتطوير مضادات حيوية جديدة وعلاجات بديلة.