أعلن جيش الاحتلال استهدافه لفروع مؤسسة مالية لبنانية بعدة غارات جوية، يقول إنها تمول الجناح العسكري لجماعة حزب الله.
ودمرت الغارات ما يزيد عن 10 فروع من مؤسسة “القرض الحسن” في مختلف أنحاء لبنان، وهي خطوة تلت غارة جوية قتلت ما يُعرف باسم “وزير مالية حزب الله”.
وتقول إسرائيل إن استهداف فروع المؤسسة يأتي ضمن خطتها للقضاء على مصادر تمويل المجموعة الشيعية لعرقلة خطواتها، بعد عمليات الاستهداف التي طالت كبار قاداتها وعلى رأسهم حسن نصر الله، الأمين العام للجماعة.
ويأتي ذلك على خلفية تصاعد الصراع بين حزب الله والاحتلال الذي بدأ في أعقاب هجمات حماس على الأراضي المحتلة في 7 أكتوبر الماضي.
وأعلنت الجماعة اللبنانية وقتها أن هجماتها تأتي لدعم حماس في حربها ضد عدوان الاحتلال في غزة.
ما هي مؤسسة القرض الحسن؟
هي مؤسسة خيرية غير ربحية تعمل بعيدًا عن النظام المالي اللبناني، وتعتمد عليها جماعة حزب الله في تحسين شعبيتها بين سكان لبنان، وفق “أسوشيتد برس”.
وتُعد الجمعية إحدى المؤسسات التي تُديرها جماعة حزب الله، والتي تمتلك أيضًا مدارس ومستشفيات ومحلات بقالة بأسعار مخفضة، ويستفيد منها الآلاف من أنصار الجماعة.
وتزعم إسرائيل أن حزب الله يعتمد على أموال المؤسسة في شراء الأسلحة ودفع رواتب مقاتليها.
كانت وزارة الخزانة الأمريكية أقرت عقوبات على المؤسسة في عام 2007، في إطار مزاعمها بأن حزب الله يستخدمها كغطاء لإدارة الأنشطة المالية للجماعة المسلحة “والوصول إلى النظام المالي الدولي.
وتم تأسيس الجمعية قبل نحو 40 عامًا، والتي تعمل على تقديم قروض خالية من الفوائد، وتسمح للمواطنين بإيداع الذهب مقابل الائتمان.
وتمتلك المؤسسة ما يزيد عن 30 فرعًا منتشرة في أنحاء لبنان، ولعبت دورًا بارزًا في تقديم الدعم للعديد من اللبنانيين في أعقاب الانهيار المالي في 2019.
واتبعت المؤسسة سياسة مختلفة عن باقي المصارف الموجودة بالبلاد، والتي فرضت قيودًا على مقدار ما يمكن للناس سحبه من حساباتهم المصرفية.
وكان الأشخاص الذين لديهم حسابات أو دائع في مؤسسة القرض الحسن، يمكنهم سحب أموالهم في أي وقت.
وفي عام 2021، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على سبعة أفراد فيما يتعلق بحزب الله والقرض الحسن.
وفي العام التالي، فرضت إدارة بايدن عقوبات على مدير مؤسسة القرض الحسن، عادل منصور، وشركتين أخريين في لبنان تزود حزب الله بخدمات مالية.
كيف تأثرت المؤسسة بهجمات الاحتلال؟
يقول الخبير في التمويل غير المشروع والذي عمل في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين وهو الآن زميل بارز في معهد هدسون، ديفيد آشر، إن الضربات على مؤسسة القرض الحسن كانت “أمرًا كبيرًا”.
ووصف المؤسسة بأنها “الوحدة المالية المركزية” لجماعة حزب الله، ويمكن اعتبارها بمثابة خزينته.
ولكن المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر، الذي يتابع شؤون حزب الله عن كثب، أشار إلى أن المؤسسة لا تموّل حزب الله، وأن الأموال الموجودة لدى القرض الحسن تعود لأشخاص وشركات، كما أنها تحقق استفادة لمحدودي الدخل.
واعتبر عبد الستار استهداف المجموعة بأنه بمثابة “ضربة رمزية”.
ومن شأن هذه الضربات أن تزيد من حدة الصراع بين الاحتلال وحزب الله، كما أنها يمكن أن تخلق حالة من الارتباك داخل الجماعة التي شهدت اغتيالات لقياداتها على مدار الأسابيع الماضية.
ولكن وفق ما يسوقه الخبراء، فإن تمويل حزب الله لن يتأثر بالضربات على تلك المؤسسة.
وحاولت القرض الحسن طمأنة عملاءها على أموالهم وودائعهم في أعقاب الضربة، قائلة في بيان يوم الأحد الماضي، إنه تم نقل جميع الودائع والذهب إلى مناطق آمنة.
وقال الخبير الاقتصادي اللبناني، لويس حبيقة، إن حزب الله يعتمد في تمويله على إيران وداعمين أثرياء حول العالم، وبالتالي لن يتأثر بضرب المؤسسة.
وأكد حبيقة أن تمويل حزب الله لن يتأثر، قائلًا: “من المعروف أن رواتب أعضائه يتم دفعها بالدولار”.
المصدر: AP