أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب نشره مقطع فيديو ساخرًا في خضم احتجاجات “لا ملوك في أمريكا” التي تجتاح عددًا من المدن الأمريكية، اعتراضًا على سياساته.
ونشر ترامب الفيديو عبر حسابه في منصة “تروث سوشال”، حيث ظهر فيه يقود مقاتلة تحمل عبارة “ترامب الملك”، ويقوم بإلقاء ما يشبه “قاذورات” على المتظاهرين، في مشهد اعتبره كثير من النشطاء استفزازيًا وسط تصاعد وتيرة الاحتجاجات ضده.
وشهدت مدينة نيويورك، أمس السبت، انطلاق أولى المظاهرات ضد الرئيس الأمريكي حيث احتشد آلاف المتظاهرين في ساحة “تايمز سكوير” للمشاركة في الفعالية التي نظمتها حركة “لا ملوك في الولايات المتحدة”، كما تم تنظيم عدد من التظاهرات والتحركات الاحتجاجية في مختلف المدن الأمريكية على مدار اليوم، من بينها واشنطن العاصمة ولوس أنجلوس.
وقال منظمو الاحتجاج، إن الهدف من هذه التظاهرات هو التصدي لما وصفوه بـ”سلطوية ترامب”، مؤكدين عبر موقعهم الإلكتروني أن “الرئيس يظن أن سلطته مطلقة، لكن في أمريكا لا مكان للملوك، ولن نرضخ للفوضى أو الفساد أو القسوة”. وأوضح المنظمون أن اللاعنف يمثل مبدأً أساسياً في جميع الفعاليات التي تُنظم تحت مظلة الحملة. وجرى تنظيم هذه الاحتجاجات المناهضة لترامب في عدة ولايات أمريكية وسط انتشار لقوات الحرس الوطني .
وامتدت أصداء الاحتجاجات إلى خارج الولايات المتحدة، إذ خرج متظاهرون في عدد من العواصم الأوروبية، بينها برلين ومدريد وروما، للتعبير عن تضامنهم مع المحتجين الأمريكيين.
وفي مقابلة تلفزيونية بثتها شبكة “فوكس بيزنس” يوم الجمعة، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موجة الاحتجاجات، مشيرًا إلى أن الديمقراطيين أرجأوا مفاوضات إعادة فتح الحكومة بسبب ما وصفه بـ”الاحتجاجات الواسعة”. وقال ترامب في تصريحاته: “يقول البعض إنهم يريدون تأجيل إعادة فتح الحكومة بسبب هذا الأمر ، الملك، لست ملكًا”، مضيفًا: “كما تعلمون، إنهم يصفونني بالملك، لكنني لست كذلك”.
ووصف عدد من القادة الجمهوريين الاحتجاجات بأنها تحركات “معادية لأمريكا”، في حين زعم رئيس مجلس النواب مايك جونسون في تصريحات سابقة الأسبوع الماضي، من دون تقديم أدلة، أن المظاهرات المقررة يوم السبت كانت أحد الأسباب وراء استمرار الإغلاق الحكومي الجاري في البلاد.
وشهدت المظاهرات التي أُقيمت تحت راية الحملة ذاتها في يونيو الماضي، مشاركة أكثر من خمسة ملايين شخص في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، واتسمت بحسب المنظمين بالسلمية إلى حد كبير.
في المقابل، اتهم حلفاء الرئيس ترامب، المشاركين في الاحتجاجات بالتنسيق مع حركة “أنتيفا” اليسارية، واعتبروا التحركات الأخيرة “تظاهرة لكراهية أمريكا”، وفق وصفهم.
اقرأ أيضًا:
مستشار ترامب السابق “جون بولتون” يسلّم نفسه للسلطات
