أحداث جارية سياسة

اليمين المتطرف ينتصر في النمسا.. إلى أين تتجه أوروبا؟

في تحوّل سياسي كبير في النمسا، حقق الحزب اليميني المتطرف حزب الحرية النمساوي (FPO) أول انتصار له في الانتخابات العامة، متفوقًا على الأحزاب التقليدية في البلاد. جاء هذا الفوز وسط تصاعد التأييد للأحزاب اليمينية المتطرفة.. في جميع أنحاء أوروبا، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل الاتحاد الأوروبي والسياسات المتعلقة بالهجرة والاقتصاد.

تفاصيل النتائج

قاد هيربرت كيكيل، زعيم الحزب البالغ من العمر 55 عامًا، حزب الحرية النمساوي للفوز بنسبة 28.8% من الأصوات، متفوقًا على حزب الشعب النمساوي (OVP) بنسبة 26.3%، والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPO) بنسبة 21.1%. هذا الفوز يُعد لحظة تاريخية بالنسبة للحزب الذي تأسس قبل سبعة عقود.. على يد أحد أعضاء البرلمان السابقين من النازيين.

تداعيات على تشكيل الحكومة

على الرغم من الفوز، يواجه كيكيل تحديًا كبيرًا في تشكيل حكومة ائتلافية. رفضت الأحزاب الرئيسية، بما في ذلك حزب الشعب والحزب الاشتراكي الديمقراطي، فكرة التحالف مع كيكيل بسبب مواقفه المثيرة للجدل. وعلى الرغم من أن حزب الشعب أبدى استعدادًا للعمل مع حزب الحرية، إلا أنه استبعد التحالف تحت قيادة كيكيل.

التأثير الأوروبي

رحبت الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا بفوز حزب الحرية النمساوي، مما يشير إلى أن اليمين المتطرف يزداد نفوذه في دول مثل هولندا، فرنسا، وألمانيا. هذا الاتجاه قد يؤدي إلى انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة في قضايا مثل دعم أوكرانيا ضد روسيا، حيث يعارض كيكيل تقديم المساعدات لأوكرانيا ويدعو إلى رفع العقوبات عن روسيا.

مستقبل النمسا في الاتحاد الأوروبي

إذا تمكن كيكيل من أن يصبح مستشارًا، فإن دور النمسا في الاتحاد الأوروبي قد يشهد تغيرات كبيرة. إذ يُعتبر فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، قدوة لكيكيل، الذي يسعى لتبني سياسات مشابهة. يعارض كيكيل تقديم اللجوء ويهدف إلى بناء “قلعة النمسا” لمنع دخول المهاجرين.

في النهاية

فوز حزب الحرية النمساوي يشكل نقطة تحول كبيرة في السياسة النمساوية وقد يكون له تداعيات واسعة على مستوى أوروبا. مع تزايد الدعم للأحزاب اليمينية المتطرفة، يبقى السؤال: كيف سيتأقلم الاتحاد الأوروبي مع هذا التحول، وما الذي ينتظر النمسا في المستقبل القريب؟