خالفت كاليفورنيا جميع التوقعات بعد سقوط طبقات خفيفة من الثلوج على بعض مناطقها، في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تعاني منها المنطقة.
وشهدت منطقة بحيرة تاهو وما حولها سقوط الثلوج أمس السبت، لترسم أجواءً شتوية – غير متوقع أن تستمر طويلًا – وسط صيف حار.
وفي حين أن الثلوج رسمت صورة رائعة في أواخر الصيف، إلا أنها كانت بمثابة دليلًا صارخًا على تباين الأجواء في أجزاء كثيرة من البلاد التي لا زالت تشهد درجات حرارة قياسية.
وأظهرت الصور التي تداولتها السلطات المحلية غطاءًا أبيضًا مرتفعًا على جبل رينيير في واشنطن، إلى جانب غبار من الثلوج في ميناريت فيستا، وهي نقطة مراقبة جنوب شرق متنزه يوسمايت الوطني في سييرا نيفادا في كاليفورنيا.
وقال مركز التنبؤ بالطقس التابع للهيئة الوطنية للأرصاد الجوية في كوليدج بارك بولاية ماريلاند، إن الأجواء الشتوية “غير الطبيعية” ستصل إلى معظم أنحاء غرب الولايات المتحدة بحلول اليوم الأحد.
ما سبب تساقط الثلوج؟
قالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية في رينو بولاية نيفادا إن جبهة باردة شبيهة بالشتاء تحركت من المحيط الهادئ وستستمر في جلب الأمطار طوال الليل حتى تتحرك خارج المنطقة في مسيرتها شرقا.
ولكن بمجرد انتهاء تلك الموجة الباردة، من المتوقع أن تعود الأجواء الصيفية ذات درجات الحرارة الشديدة مرة أخرى.
وحذر خبراء الأرصاد الجوية من خطر اندلاع الحرائق على الرغم من هطول الأمطار، مرجعين ذلك إلى الرياح العاصفة المصاحبة للعاصفة الباردة.
كانت كاليفورنيا شهدت أكبر حريق للغابات خلال هذا العام، وهي المنطقة التي حذرت سلطات الأرصاد من حدوث فيضان مفاجئ بها ليكون رابع أكبر حريق في تاريخ الولاية.
وامتد الحريق الذي اندلع في أواخر يوليو الماضي على مساحة (1748 كيلومتراً مربعاً)، بالقرب من مدينة تشيكو في سنترال فالي وتسلق المنحدر الغربي لسييرا.
تطرف المناخ
يُشير الطقس المتطرف الذي تعاني منه كاليفورنيا إلى أزمة المناخ العالمية التي تسعى المنظمات المهتمة بالبيئة والدول لاحتوائها.
وتكافح الدول حول العالم من أجل خفض انبعاثات الغازات الضارة المتسببة في الاحتباس الحراري المؤدي إلى تطرف المناخ.
ووضعت العديد من البلدان خطط لخفض انبعاثاتها خلال السنوات القليلة المقبلة، كما دشن البعض منها بعض المبادرات التي تساهم في توسيع المساحات الخضراء، إلى جانب الاعتماد على الطاقة النظيفة في مقابل الوقود الأحفوري.
ولكن وسط تلك الجهود لا توجد مؤشرات على أن التطرفات المناخية التي تعاني منها مناطق عديدة حول العالم ستنتهي قريبًا.
ويرجع ذلك لأن الدول أطلقت بالفعل كميت ضخمة من غازات الاحتباس الحراري خلال العقود الماضية، كافية لاستمرار تطرف الطقس لسنوات.
من ناحية أخرى تواجه بعض الدول عوائق تتمثل في غياب التمويل اللازم للتحول نحو الطاقة النظيفة والتقليل من معدلات الاحتباس الحراري.
المصدر: CNBC