سياسة

منذ عقود.. عون تاريخي من المملكة للقضية الفلسطينية قبل هجرة اليهود

تضع المملكة منذ عقود القضية الفلسطينية في أوائل اهتماماتها، ودائمًا ما تسلط الضوء عليها في المحافل الإقليمية والدولية باعتبارها الشاغل الأهم للمنطقة العربية ودولها.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، تقوم المملكة بدور لا غبار عليه من تقديم مساعدات والتوسط في حل الأزمة وإثارة القضية في مختلف النواح.

ولكن كيف وقفت السعودية مع القضية الفلسطينية قبل هجرة اليهود؟

بحسب تقرير بثته قناة الإخبارية، فإن القضية الفلسطينية ولدت من رحم المعاناة التي أنتجتها الحرب العالمية الثانية بتسريعها للهدف اليهودي في الانتقال إلى فلسطين.

كما حاول الغرب تصوير المعاملة القاسية التي تلقوها في أوروبا على أنها السبب وراء ترك اليهود لأوروبا وهو ما كان يدفعهم لتأمين وطن جديد.

وكانت تلك الأمور محورًا مهمًا للحديث خلال اللقاء الأول والأخير بين الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.

ووقتها كان روزفلت قادمًا من مؤتمر “يالطا” الذي ناقش فيه الحلفاء المنتصرون، كيفية تقسيم ألمانيا النازية ومحاكمة أعضاء الحزب النازي.

وخلال عودته من يالطا، كان ضمن أجنداتهم اجتماعًا مهمًا مع الملك عبد العزيز، وكان انتقال اليهود إلى فلسطين محور حديث مهم، وفق كتاب العقيد البحري والمفوض بالأعمال في جدة، الأميركي ويليام إيدي، باسم “فرانكلين روزفلت يجتمع بابن سعود”.

منذ عقود.. عون تاريخي من المملكة للقضية الفلسطينية قبل هجرة اليهود
الملك عبد العزيز وإلى جواره الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت وبينهما العقيد وليام إيدي

وخلال اللقاء طلب روزفلت نصيحة الملك عبد العزيز في مشكلة اللاجئين اليهود، وهنا كان رد الأخير واضحًا ومباشرًا بأن يعيطيهم منازل وأراضي الألمان الذين اضطهدوهم.

لكن روزفلت تطرق لخوفهم من من العيش في ألمانيا بعد الأذى الذي تلقوه هناك، فما كان من الملك عبد العزيز إلا إيضاح وجهة نظره بقوله إنه من المفترض أن يساعد انتصار الحلفاء على حماية ضحايا النازية وإن لم يكن ذلك، فلماذا كل هذه الحرب المكلفة.

وانتهى الحديث عن هذه القضية بقول الملك إن التقاليد العربية تقتضي توزيع المغانم والمغارم في المعارك على المنتصرين بناء على إسهامهم في المعركة، وفلسطين بينهم دولة صغيرة المساحة وفقيرة الموارد، وحُمّلت بأكثر من حصتها من اللاجئين الأوروبيين.

ومنذ 1945 وحتى 2024، تتزايد المآسي الفلسطينية وتتعاظم معها المجهودات السعودية، فهي التي حذرت سابقًا من تحمّل فلسطين للتكلفة، وهي من تسعى حاليًا إلى تخفيف الوطأة.

المصدر: هنا الرياض