أحداث جارية سياسة

الحرب في غزة.. هل توقف الدعم الغربي لإسرائيل؟

غزة

ذات يوم كان رؤساء الولايات المتحدة يتحدثون بهدوء ويحملون عصا غليظة. وعلى النقيض من ذلك، يتحدث جو بايدن بصوت عالٍ في غزة ويحمل عصا صغيرة، حسبما تقول صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تعليق حول الحرب على غزة.

وبينما يستيقظ الزعماء الغربيون على الحاجة إلى وقف إطلاق النار في غزة، فقد قُتل ما يقرب من 30 ألف فلسطيني في عدوان الاحتلال الإسرائيلي. ويعتقد أن أكثر من ثلثي القتلى في القطاع الساحلي هم من النساء والأطفال. ويعتقد أن آلافاً آخرين مدفونون تحت الأنقاض. من غير المرجح أن تتعافى سمعة الغرب كبطل للقيم العالمية ومؤيد لنظام قائم على القواعد في أي وقت قريب من الأحداث الدموية في غزة، حسب الجارديان.

عدوان مستمر

وفي اليوم الـ 139 للحرب في غزة، قتلت الغارات الإسرائيلية المتواصلة على عدة مواقع في القطاع، عشرات الفلسطينيين وأصيب المئات بحسب وزارة الصحة في غزة، بينما لا يزال العديد من الضحايا تحت الركام.

ونفذت إسرائيل، ليل الخميس، عشرات الغارات على مدينة رفح المكتظة بالسكان جنوبي القطاع، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وأفادت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 99 شخصا وإصابة 132 شخصا خلال الـ 24 ساعة الماضية. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى في القطاع منذ بدء الحرب إلى 29,410، فيما وصل عدد الجرحى إلى 69,465 جريحا، حسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وعلى مدى أسبوع على مدى أسبوع تواصل محكمة العدل الدولية – التابعة للأمم المتحدة – بمقرها الدائم في لاهاي بهولندا، جلسات استماع حول العواقب القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وتُعقَد هذه الجلسات بعد قرارٍ سابقٍ للجمعية العامة للأمم المتحدة صدر في ديسمبر/كانون الأول 2022 بطلب من محكمة العدل الدولية أن تصدر الرأي الاستشاري “الفتوى القانونية” في مسألتين وهما:

ما هي الآثار القانونية الناشئة عن انتهاك إسرائيل المستمر لحق الفلسطينيين في تقرير المصير، وعن احتلالها طويل الأمد للأرض الفلسطينية منذ عام 1967 واستيطانها وضمها لها، بما في ذلك التدابير الرامية إلى تغيير التكوين الديمغرافي لمدينة القدس وطابعها ووضعها، وعن اعتمادها تشريعات وتدابير تمييزية في هذا الشأن؟

كيف تؤثر سياسات إسرائيل وممارساتها على الوضع القانوني للاحتلال وما هي الآثار القانونية المترتبة على هذا الوضع بالنسبة لجميع الدول والأمم المتحدة؟

“رصاصة الرحمة”

تقول الجارديان: “ربما لم تكن العديد من الدول العربية تعارض فكرة أن تتمكن إسرائيل من توجيه رصاصة الرحمة إلى حماس. لكن حالة القتال في غزة تشير إلى أن هذا احتمال بعيد”.

إن المطلوب الآن هو إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وإحلال السلام الإسرائيلي الفلسطيني الدائم على أساس الدولتين. ولكن لا يبدو أن أياً من هذا ممكناً في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية. وسحب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي وفده من محادثات في القاهرة حول اتفاق محتمل لهدنة وإطلاق سراح السجناء، مما أثار غضب عائلات الرهائن في الداخل وأزعج حلفاء إسرائيل في الخارج، وفق الصحيفة البريطانية.

الدبلوماسية الأمريكية ووقف إطلاق النار

تضيف “الجارديان”: “ذات يوم، كانت الدبلوماسية الرئاسية الأميركية تقوم على “التحدث بهدوء وحمل عصا غليظة”. وعلى النقيض من ذلك، في غزة، يتحدث بايدن بصوت عالٍ ويحمل عصا صغيرة. وتريد الولايات المتحدة وقفا مؤقتا لإطلاق النار يرتبط بالإفراج عن جميع الرهائن وزيادة تدفق المساعدات. إذا كان استخدام كلمة “مؤقت” هو محاولة لتهدئة السيد سموتريش والسيد بن جفير، فمن المرجح أن تفشل. ورفضت الحكومة الإسرائيلية نهاية هذا الأسبوع “الإملاءات الدولية”.

في الأمم المتحدة، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار وقف إطلاق النار الفوري بين إسرائيل وحماس، والذي دعمته الدول العربية، مما يوفر بديلاً “جنبًا إلى جنب” لنزع سلاح المعارضة. ويستخدم السير كير ستارمر هذا التكتيك أيضًا قبل التصويت البرلماني يوم الأربعاء، مع وقف إطلاق النار الذي توقف بموجبه إسرائيل القتال إذا توقفت حماس عن العنف.

توضح الجارديان: “إن السياسة الداخلية لا تقل أهمية عن الساحة الخارجية لكلا الزعيمين. ويواجه بايدن انتخابات تمهيدية رئاسية في ميشيغان، التي تضم جالية عربية أمريكية كبيرة، الأسبوع المقبل. وفي وقت لاحق من هذا الشهر، سيواجه السير كير انتخابات فرعية في روتشديل حيث ثلث الناخبين من المسلمين”.

ومن المؤسف أن الساسة والمسؤولين في الغرب رفعوا القيود وأيدوا تصرفات إسرائيل غير المتناسبة باعتبارها دفاعاً عن النفس ونتيجة حتمية لهجوم حماس في السابع من أكتوبر، وفق الجارديان، التي اختتمت تقريرها بالقول: ” ليس إسرائيل الحق في ذبح المدنيين الأبرياء على نطاق لا يمكن تصوره”.

اقرأ أيضاً:

الدرعية.. 3 قرون من العلم والثقافة منذ عصر التأسيس

في يوم التأسيس.. “أماكن لها حكايات” تؤرخ سيرة الدولة السعودية

الإمام محمد بن سعود.. رحلة مجد سطرّت تاريخ المملكة