في واحة الأحساء، القابعة بنخليها شرق المملكة، تبرز فيها معالم تاريخية من مساجد وقصور ومبانٍ أثرية في أحضان غابات النخيل التي تتميز بها الواحة.
وتعد الأحساء أحد أهم المواقع التاريخية بالسعودية التي مرت بالعديد من الحضارات التي عاشت فيها، وتعتبر من أقدم المناطق التي نشأت على أراضيها حضارة إنسانية.
تاريخ يعود لأكثر من 5000 سنة
أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، اعتماد الأحساء ضمن قائمة التراث العالمي كمنظر ثقافي متجدد، يمثل إقراراً عالمياً بالقيمة التاريخية الكبيرة، والثقافية الواسعة لواحة الأحساء الثرية، وعراقة المواقع الأثرية ولمكانتها التاريخية، وما تزخر به من إرث حضاري كبير.
تتميز الأحساء بوفرة المياه الطبيعية المختزنة تحت طبقات الأرض، وكانت تتدفق داخل هذه الواحة أهم ينابيع المياه، وهي عيون جارية من أقدمها عين (قناص) بمدينة العيون ويعود تاريخها إلى 4500 سنة قبل الميلاد، إضافة إلى العيون الواقعة حول الهفوف والطرف والكلابية وجواثا والتي كانت مواقع لاستيطان قديمٍ يرجع زمنه إلى 5000 سنة قبل الميلاد.
ويرجح المؤرخون أن مملكة (دلمون) التي كانت بالمنطقة واستمرت من عام 3200 قبل الميلاد، إلى عام 1800 قبل الميلاد هي دولة فينيقية أسسها أحفاد الكنعانيين قبل نزوحهم إلى شاطئ البحر المتوسط.
وفي الألف الأولى قبل الميلاد نزح إلى المنطقة مهاجرون كلدانيون من أهل بابل وأسسوا مدينة بالقرب من العقير سموها الجهراء، وكانت مركزاً تجارياً هاماً، وتواصلت هجرات القبائل العربية إلى المنطقة، حيث استقرت قبيلتا قضاعة والأزد في أول التاريخ الميلادي ثم قبيلة بنو عبد القيس، وهي من أشهر القبائل العربية التي سكنت المنطقة قبل الإسلام، ومن أشهر أسواقهم سوق هجر وجواثا.
المسجد الأثري في “العيون”
يعد المسجد الأثري معلماً من معالم مدينة العيون الغنية بالمواقع والآثار التاريخية الممتدة إلى أكثر من عشرة آلاف عام.
ويعود تأسيس المسجد إلى قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام، ويقع في شرقي مدينة العيون في منطقة طلة ويقال لها “طليلة”.
وتأسس المسجد في صدر الإسلام وبني من الأحجار والطين والجص ويتكون من الصحن والمحراب ورواق القبلة، ويحيط به سور خارجي.
وتم تجديده في عهد الدولة العيونية، وبعدها في عهد الدولة الجبرية، كما جدد في القرن الحادي عشر الهجري.
من الخشب إلى النحاس.. الجدار القبلي وحاجز المقصورة الشريفة بالمسجد النبوي في حُلّة جديدة
صور| حكاية 5 مساجد مكية شاهدة على أحداث السيرة والرسالة النبوية