تشهد صناعة الطيران تحسينات مستمرة في التكنولوجيا والأنظمة الأمنية لضمان سلامة الركاب، حيث شهد مجال الطيران منذ بدء الألفية الجديدة، تم تطوير أنظمة المراقبة والتنبيه المبكر وأنظمة الاستجابة السريعة، مما أدى إلى تقليل عدد الحوادث وزيادة معدلات النجاة.
ويعتبر التعاون الدولي والتنسيق بين الدول والهيئات الرقابية للطيران أمرًا حاسمًا في تعزيز سلامة الطيران، حيث تُعقد الاجتماعات الدولية وورش العمل لمناقشة أفضل الممارسات وتبادل المعلومات وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية.
تحليل الحوادث
شهد مجال الطيران على مدى العقدين الماضيين ما يزيد عن 10000 حادث جوي، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، إلا أن هيئات التحقيق في حوادث الطيران مثل الهيئة الوطنية لسلامة الطيران (NTSB) والهيئة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA) تعمل على تحليل الحوادث وتحديد أسبابها وتوصية بتحسينات السلامة، للاستفادة من نتائج التحقيقات في تحسين إجراءات الصيانة والتدريب للطواقم.
كما يتطلب مجال الطيران التدريب والتوعية للطواقم والفنيين والمهندسين لتحسين الممارسات الأمنية، وذلك من خلال يتم تنظيم برامج تدريبية متقدمة للتعرف على المخاطر والتصدي للحوادث المحتملة، وذلك لضمان سلامة الركاب والطواقم.
البيانات الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)
أشارت البيانات والإحصاءات التي قدمها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) إلى أن 53% من جميع حوادث الطيران التي وقعت بين عامي 2005 و2023 حدثت أثناء عملية الهبوط، حيث يعد الهبوط عملية معقدة يتعين على الطيارين خلالها أن يراقبوا عن كثب الأدوات وحركة المؤشرات والتأثيرات البيئية.
وجاءت الحوادث أثناء الإقلاع في المرتبة الثانية، على الرغم من أنها لا تمثل سوى 8.5 في المائة من الحوادث، ويلي ذلك وقوع حوادث أثناء الاقتراب من الهبوط أو أثناء الصعود الأولي أو أثناء الرحلة نفسها.
وأكد “IATA” أن الطيران أصبح بشكل عام أكثر أمانًا خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2022، على سبيل المثال وقع 43 حادثًا فقط من أصل 27.7 مليون رحلة جوية، أدت إلى وفاة 158 شخصًا.
وأوضحت البيانات الصادرة عن “IATA” أن معظم حوادث الطيران في أفريقيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط، بعد شمال آسيا وأمريكا الشمالية، وتعد أوروبا واحدة من أكثر المناطق أمانًا مع أقل عدد من الحوادث.
اقرأ أيضاً:
“دينيس بامفورد”.. قصة بريطاني عشق الإبل وتعلق بها منذ اللقاء الأول
