علوم

لماذا لا يعد احتجاز الكربون حلاً سهلاً لتغير المناخ؟

تبّنت العديد من الحكومات حول العالم تقنية احتجاز الكربون لإبعاده عن الغلاف الجوي ضمن استراتيجياتها لمواجهة تغيّرات المناخ والوصول للحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي.

وبينما تجتمع الدول في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ بالإمارات في نهاية نوفمبر الجاري، ستكون هذه التقنية التي يُنظر إليها على أنها غير عملية في الوقت الحالي، فما هي العقبات التي تعيق انتشارها على نطاق واسع.

طريقة احتجاز الكربون

يتضمن الشكل الأكثر شيوعًا لتقنية احتجاز الكربون احتواء الغاز بواسطة أداة ثابتة مثل المدخنة الصناعية.

بعد الحصول على الكربون يتم نقله إلى مخزن دائم تحت الأرض، أو يمكن استخدامه في غرض صناعي آخر.

يوجد حاليًا 42 مشروعًا تجاريًا عاملاً في مجال احتجاز وتخزين الكربون وتخزينه في جميع أنحاء العالم، بقدرة على تخزين 49 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

وتمثّل هذه الكمية حوالي 0.13% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة والصناعة والتي تبلغ حوالي 37 مليار طن متري على مستوى العالم.

ويقوم نحو 30 من هذه المشاريع، التي تمثل 78% من إجمالي الكربون المحتجز باستخدامه في الاستخلاص المعزز للنفط، حيث يتم حقن الكربون في آبار النفط لتحرير النفط المحتجز.

أما المشاريع الـ 12 الأخرى، التي تقوم بتخزين الكربون بشكل دائم في تكوينات تحت الأرض دون استخدامها لتعزيز إنتاج النفط، فهي موجودة في الولايات المتحدة والنرويج وأيسلندا والصين وكندا وقطر وأستراليا.

وهناك شكل آخر من أشكال احتجاز الكربون هو احتجاز الهواء المباشر، حيث يتم احتجاز انبعاثات الكربون من الهواء.

ويجري التخطيط لإنشاء حوالي 130 منشأة للعمل بهذه التقنية في جميع أنحاء العالم، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، بعد أن تم تشغيل 27 منشأة لهذا الغرض، وهي تلتقط 10 آلاف طن متري فقط من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.

تكلفة مرتفعة

تعد التكلفة أكبر العقبات التي تحول دون النشر السريع لتقنية احتجاز الكربون.

وتتراوح تكاليف احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه من 15 دولارًا إلى 120 دولارًا لكل طن متري من الكربون المحتجز اعتمادًا على مصدر الانبعاثات.

وبالنسبة لمشاريع الاحتجاز من الهواء مباشرة فهي أكثر تكلفة، حيث تتراوح بين 600 دولار و1000 دولار للطن المتري، بسبب كمية الطاقة اللازمة لالتقاط الكربون من الغلاف الجوي.

في دول مثل النرويج وكندا، تم إيقاف بعض مشاريع احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه لأسباب مالية.

وتقول المنشآت العاملة بهذا المجال إنها بحاجة إلى تحديد سعر للكربون، إما في شكل ضريبة كربون، أو إعفاء ضريبي، مما يجعل أعمالها مربحة.

وقد فشلت بعض مشاريع احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في إثبات مدى قابلية التقنية للعمل حاليًا، حيث واجه مشروع بقيمة مليار دولار للحصول على هذه المادة من مصنع للفحم في ولاية تكساس الأمريكية مشاكل ميكانيكية قبل إغلاقه في عام 2020.

مكان التخزين يمثّل عقبة أخرى

وفقًا للمعهد العالمي لاحتجاز وتخزين الكربون، تتواجد أفضل مواقع لتخزين هذه المادة في أجزاء من أمريكا الشمالية، وشرق أفريقيا، وبحر الشمال،.

ويعني هذا أن نقل الكربون المحتجز إلى مواقع التخزين قد يتطلب شبكات خطوط أنابيب طويلة للغاية أو حتى أساطيل شحن مما يشكل عقبات جديدة.

في أكتوبر الماضي، تم إلغاء مشروع خط أنابيب احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه الذي تبلغ قيمته 3 مليارات دولار في الولايات المتحدة، بسبب مخاوف للسكان بشأن التسريبات المحتملة وأضرار البناء.

ويشير هذا إلى عقبات أخرى تتعلق بمواقع بناء هذه المشاريع، تتمثل في ضرورة مراعاة الاعتبارات البيئية والاجتماعية.

السعودية ومصر تبحثان استخدام العملات المحلية في التجارة.. لماذا؟

Google Cloud تطلق خدماتها في السعودية.. ما أهم المميزات التي تقدمها؟

الفصول التاريخية لدعم السعودية للقضية الفلسطينية منذ عهد المؤسس وحتى الآن