غالبًا ما يحاط الحديث عن مرض السرطان بالخوف والقلق والمعروف بـ “رهاب السرطان“، مقارنة بأمراض أخرى قد تكون أشد فتكًا منه.
وكمثال، أصبح السرطان هو السبب الثاني للوفاة في الولايات المتحدة منذ اكتشافه في عشرينيات القرن الماضي.
في حين أن أمراض القلب كانت السبب الأول للوفاة، إلا أن القلق والخوف بشأن السرطان كان أكبر.
ولذلك فلا عجب من أن يُشر في بعض الثقافات إلى السرطان باعتباره “المرض الخبيث”.
إدراك المخاطر
يمكن أن يرجع هذا التضارب في الشعور بالخوف تجاه الأمراض لما يُطلق عليه “فجوة الإدراك العاطفي للمخاطر”.
وتحدث تلك الفجوة نتيجة للخوف من بعض الأشياء أكثر مما تُشير إليه الدلائل، بينما نخشى أشياء أخرى أقل مما تحذرنا منه الأدلة.
من ناحية أخرى، يقول الخبراء إن الإنسان يخشى أي شيء لا يمكنه السيطرة عليه، والسرطان يندرج ضمن هذه الفئة.
وينظر العديد من المرضى إلى التشخيص بالسرطان باعتباره حكمًا بالإعدام، لا يمكن القيام بأي شيء تجاهه.
الألم والمعاناة
يستنتج علماء آخرون أن سبب الخوف من السرطان ينطوي على التخيلات المرتبطة بالألم والتعب المصاحب لهذا المرض.
فإذا كانت النتيجة الحتمية للإصابة بالسرطان هي الموت، فالأمر لن يحدث ببساطة وسيخوض الشخص معاناة قبل الوصول للنهاية، بحسب آراء البعض.
في دراسة استقصائية أجرتها الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية “ASCO” عام 2018، كان السبب الأكبر لخوف الناس من تشخيص السرطان هو الألم والمعاناة.
وينسب علماء آخرون هذا الخوف إلى ميل الأشخاص للخوف من المخاطر التي يتسبب فيها الإنسان لنفسه، أكثر من المخاطر الأخرى التي لا يتدخل فيها.
وفي استطلاع للرأي العام أجري عام 2001، قال 80% من المشاركين إن السرطان سببه المبيدات الحشرية والمضافات الغذائية، وقال 88% إنه سببه التلوث.
وهذا يرجح أيضًا فكرة الخوف من المخاطر التي تُفرض علينا، مقارنة بتلك التي ننخرط فيها طوعًا.
ووجد استطلاع أجراه المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان عام 2015، أن 10 من أصل 16 سببا للسرطان تفرضها علينا مصادر مثل المبيدات الحشرية أو الأسبستوس أو التلوث الصناعي أو المضافات الغذائية أو الطاقة النووية.
التجسيد
هو سببًا آخر يعزى إليه الخوف من السرطان، وهو نتيجة تجسد المرض في صورة شخص نعرفه.
ومثلما عبر أحد المرضى عن خوفه من السرطان قائلًا: “لقد مات الكثير من الأشخاص الذين أعرفهم بسبب السرطان. أنا خائف”.
ويضع هذا العبء النفسي الكثير من التفسيرات لسبب خوف الإنسان من السرطان تحديدًا، والذي ربما يتجاوز المخاطر المحتملة.
الذكاء الاصطناعي يمنح العلماء أداة جديدة لمواجهة السرطان